الرؤية نيوز

محكمة انقلابيي 30يونيو.. المادة ” 37 ” تتسيد القاعة

0

عندما انعقدت جلسة الأمس لمحاكمة انقلابيي يونيو 1989، ربما طاف بخاطر معظم الحضور أنّ المتهم الذي كان ستذهب المحكمة إليه في مستشفى علياء لسماع أصواته، إنتقل لعدالة أخرى لا تحتاج لمتحر وشهود وهيئات اتهام ودفاع. جلسة الأمس كانت مخصصة لسماع المتهم اللواء فيصل أبو صالح، لكن كان للقدر كلمة أخرى.

وبرحيل اللواء الركن (م) فصل أبو صالح، المتهم رقم” 24 ” في هذه المحكمة، نقص عدد المتهمين، وربما تشهد الجلسة المقبلة إبعاد متهم آخر بسبب حالته الصحية.

الخرطوم : إنعام آدم

و أصدرت المحكمة أمس الثلاثاء قراراً بوقف الدعوى ضد اللواء الركن (م) فصل أبو صالح لثبوت وفاته بموجب تقرير صادر من محل أستشفائه ووفاته مستشفى (علياء الطبي) ، كما أمرت المحكمة بفك الحظر على ممتلكات المتهم الراحل من أموال وعقارات ومنقولات، حسب نص المادة 37 (أ) (1) من قانون الإجراءات الجنائية لوفاته.

وهناك متهم آخر قد تتسبب حالته الصحية في إسقاط التهمة عنه. وفي جلسة الأمس طلب الإتهام مثول المتهم محمد علي الفششوية أمام المحكمة أو إعادة تقديمه للكشف الطبي ليقرر حول صحته العقلية. إلا أن محاميه، محمد الحسن الأمين، رفض طلب الاتهام لجهة أن المحكمة سبق أن قررت تأجيل محاكمته بعد ثبوت عدم أهليته لإصابته بمرض عقلي (زهايمر). وطلب من المحكمة رفض طلب هيئة الاتهام بينة على استرداد المتهم لعافيته. وأن المتهم لا يزال غير مؤهل صحياً للمثول أمام المحكمة ورفض محمد الحسن الأمين طلب هيئة الاتهام فيما يلي موكله محمد علي الفششوية.

لكن رئيس المحكمة، عماد الدين الجاك، حسم هذا الجدال بأنه سيقرر في وضع المتهم، محمد علي الفششوية، الذي أوضح تقرير القمسيون الطبي إنه مصاب بمرض عقلي (الزهايمر) وأوضح “الجاك ” إن هذا المرض معلوم بالضرورة إنه لا شفاء منه، وقال أنه سيقرر في وضع المتهم الفششوية لاحقاً. وبذا يكون عدد المتهمين أقرب للنقصان.

وأشار محمد الحسن الأمين إلى أن الإتهام سبق أن رفض طلباً بالسماح للمتهم رقم” 24″ بالعلاج بالخارج، والحقيقة أن المتهم توفى قبل أن تسمع المحكمة أقواله.

على الجانب الآخر، طلب بارود صندل، محامي المتهم د. علي الحاج السماح لموكله بالسفر إلى ألمانيا لإجراء عملية دقيقة في القلب. وأوضح أن موكله منوم حالياً في العناية المكثفة بمركز السودان للقلب. ويرفض أن يجري العملية التي وصفت بإنها دقيقة بالسودان. لذلك يطلب منح موكله إذناً بالسفر إلى ألمانيا، أو أن تتكفل الدولة بعلاجه وكافة نفقاته،لأنه الآن تحت المراقبة الطبية.

ويبدو أن عامل السن يمثل قاسماً مشتركاً بين المتهمين، حيث طلب المتهم العقيد (م) هاشم عمر بريقع، الذي تم الاستماع لأقواله في الجلسة الماضية، أن يسمح له بعدم حضور بقية الجلسات لأسباب صحية حيث يشكو من آلام الغضروف. مولانا الجاك رئيس المحكمة أوضح إنه سيقرر في الطلب لاحقاً.

عقب ذلك استمعت المحكمة لأقوال المتهم الفريق أول بكري حسن صالح، الذي أوضح أن عمره 74 عاماً. وفي عشية الانقلاب كان ضابطاً بالقوات الخاصة، . واحدة من وحدات قوات المظلات. برتبة المقدم وقال المتهم بكري أنه رفض الإدلاء بأقواله في مرحلة التحري لجهة أن الشاكي ضده مجموعة من الأفراد، وصف بعضهم بالناشطين، وأن فيهم النائب العام الأسبق تاج السر الحبر، فكيف يكون هو الشاكي والحكم. وأشار إلى أنه اختار الإدلاء بأقواله أمام المحكمة فقط.

ورداً على سؤال المحكمة عن ما إذا كان يعرف التهمة الموجهة ضده، أجاب بأنه يعلم ذلك.

وقال المتهم بكري حسن صالح رداً على أقوال شاهد الإتهام الخامس الرائد محجوب حسن كجو ومعه العقيد أحمد حمدان، إنه في ليلة 29 يونيو 1989 كانت القوات في استعداد مائة بالمائة، لكن صدرت تعليمات بخفضه إلى خمسين بالمائة، فتم تقسيم القوات الموجودة بالمعسكر إلى مجموعتين (الف و باء) وقتها كانت المجموعة (باء) عليها المبيت بالاستعداد بسلاح المظلات. وانقسم الضباط للمبيت، وبحكم الأقدمية بات العقيد محمد حمدان بالمظلات، فيما ذهب هو للمبيت بالقوات الخاصة بالقيادة العامة.

لكن حوالى الساعة واحدة ليلاً حضر العميد (وقتها) عمر البشير وتحدث بمرارة عن البلد وحاله وعن القوات المسلحة وما آلت اليه . وبحكم تجربته في العمليات، حيث حضر من مناطق العمليات، قال البشير أنه على القوات المسلحة التحرك لإنقاذ البلد، وكان هذا هو الرأي العام في القوات المسلحة وليس سراً. ووصف المتهم بكري حسن صالح مذكرة القوات المسلحة بإنها كانت بمثابة البيان الأول..وأضاف بكري .. وبعد التأمين على حديثه تحركنا لداخل المظلات حيث قام بتنوير قوات الاستعداد. وبحضور العقيد حمدان والرائد كجو والقوات استقبلت التنوير بحماس واصلنا عملنا في تأمين المظلات.في الصباح وصلت برقيات تأييد من كل القوات. تم إرسال قيادات القوات المسلحة إلى بيت الضيافة بالقيادة العامة، تقديرنا لهم باعتبارهم رموز القوات المسلحة وزارهم البشير بنفسه وهم باركوا له تحركه. نحن لم نزجهم في السجون لأنهم قادتنا.

وأوضح إنه لم يعرض عليه عضوية مجلس قيادة الثورة.. بل سمع باسمه من الإذاعة. وأن بعد مذكرة الجيش كان الحديث مباحاً عن ضرورة إجراء تغيير عسكري. ونفى قيامه بأي دور في الانقلاب فقط سمع تنوير البشير الذي كان زامله في قوات المظلات لفترة 16 عاماً.

المحكمة حددت يوم الثلاثاء القادم 14 فبراير لاستجواب المتهم، الفريق أول مهندس، عبد الرحيم محمد حسين. الذي يستشفي حالياً في مستشفى علياء، إلا أن محاميه، محمد شوكت ، قال للمحكمة أن موكله سيحضر للمحكمة للإدلاء بأقواله.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!