الرؤية نيوز

بخاري بشير يكتب: الدمج (غموض من البرهان).. أم الكلام دخل الحوش؟

0

أثار حديث البرهان في الزاكياب، قبل يومين غبار الجدل الكثيف على الساحة السياسية، وسيطر على ونسة المجالس، في الخرطوم والبوادي، بالمختصر كدا أقام حديث البرهان الدنيا ولم يقعدها.
طيب قد يسأل سائل، وما هو الجديد في حديث البرهان؟ الذي أحدث كل هذه الزوبعة، في مجالس السياسة والمدينة؟.. وربما قال اخر إن السيد رئيس مجلس السيادة، متعود أن يلقي بالحديث في المخاطبات والمناسبات والاعراس، وممكن جداً أن يمتدح القحاتة اليوم، ويهجوهم غداً بلسان سليط.. وممكن جداً أن يهاجم الكيزان والمؤتمرجية، ويسلق الفلول بسياط الكلام الخشن، ولا يمر أسبوع أو اثنان، ليقوم بتقريظهم، وافراحهم بحلو الحديث.. ممكن جداً أن يمتدح البرهان اليوم الاتفاق الاطاري، ويقوم بانتقاده غداً، وطبيعي خالص أن يعلن عن خروج المؤسسة العسكرية من الحوار ومن ميدان السياسة وعودتها للثكنات، لكنك تجده يقود بنفسه عربة الحوار السياسي كما شاهدنا ذلك في فصول الاتفاق الاطاري.
البعض لديه تحليل مختلف، وهؤلاء ينظرون إلى البرهان باعتباره قائداً محترفاً وشديد الذكاء، يستخدم التناقضات لإرباك المشهد السياسي، وبالتالي إرباك خصومه في الساحة، فينتهز فرصة هذا الإرباك في (كسب الوقت) وبعد ذلك يقوم باتخاذ الخطوة القادمة، وهو أكثر تصويباً، نحو الهدف.. وهذه المجموعة تعتقد أن هدف الرجل الأوحد أنه يريد السلطة منفرداً، دون مشاركة اي جهة، لأنه لا يرغب في جماعة الموز، ولا يريد مرافقة القحاتة، ولهذا السبب يتبادل الأدوار بين الاثنين، فهو لا يأمن في السير على جانب واحد من جنبات الطريق، لذلك يبدل خط سيره مرة بعد أخرى.
حديثه الاخير بالزاكياب، تناول فيه الاتفاق الاطاري، وحليفه حميدتي في (ضربة واحدة) عندما رهن مساندته للاتفاق الاطاري بدمج الدعم السريع في الجيش، صحيح أن البرهان بهذا الحديث قد ارضى القاعدة الواسعة داخل القوات المسلحة، وارضى اشواق أغلبية كثيرة من السودانيين، يرون في وجود جيشين بالبلاد اختلال للمعادلة، واخلال بأمان البلاد، لكنه في ذات الوقت وجه (ضربة قاتلة) للاتفاق الاطاري، الذي تجمع انصاره، ووزعوا بينهم الحقائب والحصص من كيكة السلطة، ولم يبق لهم إلا اعلان هذه القسمة على السودانيين.
استعجال قحت المركزي على (الغنيمة) جعلهم يستدينون ويرهنون، قبل بدء المعركة.. كقصة ذلك الاعرابي الذي قيل إنه سمع من الأمير أن المعركة أوشكت مع اعدائهم فقام بالاستدانة والرهن، أملاً في الغنيمة بعد المعركة، ولكنه تفاجأ بأن الأمير قرر أن يلغي (فكرة المعركة)، فصاح فيه الاعرابي: “يا شيخنا انا على حس الغنيمة رهنت وادينت”.
دمج الدعم السريع، وبقية جيوش الحركات في الجيش النظامي رهين بإنفاذ اتفاق السلام، وذلك لن يكتمل دون دعم المجتمع الدولي، لان الدمج قبل أن يكون خطوات فنية وعمل دقيق لخبراء ولجان، هو (أموال) وميزانيات ضخمة، لا تملكها الحكومة الان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!