الرؤية نيوز

الجزء الثاني : المتحدث باسم لجنة إزالة التمكين “المجمَّدة” وجدي صالح في حوار مختلف

0

(2)

وجدي صالح: أنا من أسرة متدينة، وأبي ينادي بالشيخ صالح عثمان

نعم لدينا تعصُّب حميد للنوبية ليس به ذرة عنصرية

كنا نحارب الفساد، ولم نبلغ سن الرشد

حاول الإسلاميون استقطابي ففشلوا، وهذه مغرياتهم

استشهاد خالد وضع تحوُّلاً لكل أهل القرية وصرنا ضد مايو وهي في عنفوانها

وأنا طالب جامعي عملت تكَّاسياً، ورغبتي كانت الشرطة

اشتغلت في طفولتي منجِّد كراسي، وعامل يومية، وجرسون في مطعم، و تاجراً أمتلك طبلية فيها كل شئ

تحدث القيادي بحزب البعث، الناطق الرسمي باسم لجنة إزالة التمكين وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989م المجمَّدة، وجدي صالح، بحسرة عن تهجير مواطني حلفاء القديمة وغمرها بمياه السد العالي المصري، وأكد أن هنالك روايات عن الصمود والحسرات لم تكتب بعد في التاريخ وقصص التهجير، وتحدث وجدي في حوار أجرته معه (التيار) بأريحية حول العديد من القضايا الاجتماعية والتاريخية والسياسية، فماذا قال…

× أهل حلفا لم يكونوا سعداء بحلفا الجديدة؟

– بسبب الابتعاد عن أرض الجدود والنيل بعيد في بلد لم يألفوا العيش فيها.

× على أيام نشأتك الأولى في المرحلة الابتدائية، كيف كنت تفهم بلدك… جمهورية السودان؟

– كنت أفهم بلدي السودان بشكل جيِّد، وذلك بفضل المعلم والمنهج ومن عشنا معهم في بيئة المدرسة ممن كانوا قادمين من كل أنحاء السودان.

× كيف كان مستواك؟.. هل كنت شاطرًا مميَّزاً؟

– كنت لا أخرج من الخمسة الأوائل.

× لكن مطلقاً ما جيت الأول؟

– نعم، هذا صحيح.

× معلم قدير آخر غير الأستاذ محمد آدم ؟

– الأستاذ ميرغني ديشاب، صاحب نشيد الطابور : “موطني يا موطن الأحرار” .

× علاقتك بالمواد الدراسية؟

– كنت لا أحب مادة الرياضيات ومازلت.

× والتربية الإسلامية؟

– بلا شك متفوِّق فيها.

× تديُّن الحلفاويين في الحكايات السودانية ضعيف جداً؟

– ليس ذلك صحيحاً.. مطلقاً.. فأنا من أسرة متديَّنة، ووالدي ينادي بالشيخ صالح عثمان. والسلفي الراحل أبوزيد محمد حمزة “من عندنا ، ومن عندنا” أيضاً محمد عثمان البرهاني وآخرون كثر.

× ومن جماعة الإسلام السياسي؟

– توفيق طه، وعبدو حسنين من الشيوعيين.

× لديكم أيها النوبيون تعصُّب؟

– تعصُّب حميد، وليست عنصرية بغيضة، وهذا نوع من الاعتزاز المطلوب لأي مجموعة، اعتزاز بالثقافة، والتقاليد وأسلوب الحياة الكريمة.

× تقبلون بالآخر بسهولة؟

– التعايش من قديم الزمان متوفر لدينا، وسمة من سماتنا البارزة، فلا نرفض الآخر، ولا نقبل بأي تعد على تاريخنا.

× ندخل للمرحلة الدراسية المتوسطة ؟

– حدث فيها تطوُّر مهم. كنا نشارك في إدارة المدرسة، ونشرف على كل اللجان، مثل لجنة الغذاءات. وكانت تسلم من المتعهد وللمطبخ، وأي نقص أو تجاوز في الكميات المتفق عليها كنا نعيدها فورًا للمتعهد، ونرفض استلامها.

× موقفك ضد الفساد منذ المدرسة المتوسطة؟

– هذا هو التاريخ. كنا نحارب الفساد، ولم نبلغ سن الرشد، وتشكلت شخصياتنا على ذلك، فلم يستطع لا مدير المدرسة، ولا مدير التعليم التدخل في شؤون عمل تلك اللجان الخدمية.

× كنت رئيس لجنة؟

– كنت مسؤولاً عن إدارة المكتبة، ومخزن الكتب، والمعدات المدرسية، وتسليف الكتب للأساتذة والطلاب.

× وكيف تتعامل مع التجاوزات أو تأخير إعادة العهدة ؟

– لا يستطيع معلم أن يحصل على أي معدات من دون أن أصدَّق له، ويضطر… تأدباً للحق… أن يرفع كراسة التحضير تأكيدًا على أن صفحاتها امتلأت بالكتابة، ويحتاج إلى كراسة أخرى.

× وبعدين؟

– وحتى قلم التصحيح يحضره المعلم فارغاً، ليحصل على البديل.

× أمر عجيب؟

– هذه تربيتنا.

× المسرح في حياتك؟

– كانت هناك مسرحية كل يوم اثنين من كل أسبوع. أحياناً نشاهد ونتابع، وأحياناً نشارك في الأداء.

× الجانب السياسي في المدرسة المتوسطة؟

– كان ضعيفاً.

× هل حاولت أي جهة استقطابك؟

– الإسلاميون حاولوا وفشلوا، طبعاً.

× كيف تتذكر حجتهم لإقناعك؟

– تحدثوا معي عن تواضع د. حسن الترابي.

× وبقية المغريات؟

– عبارة عن توفير الحلويات أثناء النقاش.

× وبعد فشل الإسلاميين في استقطابك؟

– أنا ثوري، ومازلت أتذكر خروجنا في 1981 وعمري ثلاث عشرة سنة، في مظاهرات احتجاجاً على الأوضاع..

× ذلك زمن المدارس المختلطة؟

– لم يكن لدينا مدرسة مختلطة.

× وماذا تبقى من مظاهرات 1981 ؟

– استشهد صديقي وجاري الشهيد خالد أحمد سليمان نقد الله.

× وكان هذا تحوُّلاً مهماً؟

– استشهاد خالد كان تحوُّلاً لكل أهل القرية وصاروا ضد مايو، والاتحاد الاشتراكي.

× وقصة البعثيين معك، كيف بدأت؟

– كنت معجباً بهم، وبمقاومتهم للنميري، وشهدت معركة استلام جثمان خالد من الأجهزة الأمنية. وشهدت موجة الكتابة على الحيطان بخط جميل في قريتنا، القرية 5.

× أحببت البعثيين؟

– كان إعجاباً دون تفاصيل، وأعجبتني شخصية حيدر بندي البعثي المناضل.

× وفي المرحلة الثانوية؟

– صرت بعثياً.

× أول كتاب سياسي قرأه وجدي صالح ؟

– كان بيتنا غنياً بالكتب والمجلات لاشتراك أبي الشهري في كبريات صحف خارجية ومحلية. والصحافة والأيام كانت تصل لقريتنا بانتظام.

× كل المجلات؟

– سيدتي، وروز اليوسف، وآخر لحظة، والموعد، والتضامن، والدستور، وماجد. ويومياً كان هناك من يراني راكباً عجلتي، أحمل تلك المجلات والكتب إلى بيتنا.

× وفيها كتب دينية؟

– طبعاً.

× طفولة وجدي صالح وماذا أمتهنت آنذاك؟

– كنت منجِّد كراسي بلاستيك، واشتغلت عامل يومية، واشتغلت جرسون في مطعم، وكنت تلميذاً للبحثيين، واشتغلت تاجراً أمتلك طبلية فيها كل شئ.. كما ذكرت لك سابقاً.

× فيها سجائر؟

– سجائر، وحلويات، ومرقة ماجي، وأصناف عديدة أخرى.

× تطورت تجارتك طبعاً؟

– نعم، اشتغلت تجارة بين بورتسوان وحلفا، وفي الجامعة اشتغلت تكَّاسي بسيارة ود خالتي، وكان البنزين بالبطاقة.

× أول كتاب سياسي وقع بين يديك؟

– لا أذكر كتاباً معيناً، لكن مطالعة المجلات والجرائد شكَّلت عندي رغبة التزوُّد بالمعلومات وأوضاع مايجري من أحداث داخلية وخارجية فأصبحت لديَّ رؤية “كويسة” عن الأشياء من حولي.

× كنت تكَّاسياً تجوب حول القرى في حلفا أم هنا في الخرطوم؟

– تعلمت السواقة من المدرسة المتوسطة في حلفا وعملت هناك.

× نعود للمرحلة الثانوية فماذا هناك؟

– سافرنا إلى مصر في رحلة ترفيهية وتعليمية، وكانت بيوت الشباب العالمية متوفرة في أي دولة. وكان معنا بطاقة من مدرستنا تعرِّف بنا. فكانت رحلتنا ترفيهية تعليمية تربوية.

× أقصى الشمال معزول عن بقية السودان إلا قليلا؟

– بالعكس في ذات المرحلة الثانوية سافرنا كطلاب ثانوية إلى بورتسودان، والقضارف، ومدني، وخشم القربة، وخزان أبو رخم والدندر، وسنار، والحاج عبد الله، وكل ذلك باشتراك بسيط، والباقي على مؤسسات الدولة.

× معلم من الثانوية ظل في الذاكرة؟

– حتى لا أنسى و أخاف من ظلم البعض.

× قل الممكن؟

– صلاح نعوم، ومحمد محي الدين، وسيد عبد العزيز، ومحمد محجوب أستاذ الإنجليزي.. ومن ذكرتهم لك سابقاً.

× كيف كان مستواك في الإنجليزي؟

– ما بطَّال.

× متى فكَّرت في دراسة القانون والحقوق؟

– الغريب كنت مركِّزاً على الدخول للمدرسة الصناعية، ولكن تدخَّل مدير المدرسة ورفض.

× لماذا المدرسة الصناعية؟

– بدون أسباب.

× ربما من أجل العمال والصنايعية؟

– وارد جداً.

  • يمكن أن نلتقي معك لتمتد حلقات لقائنا أكثر وأكثر؟

_ لا مانع. مرحباً.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!