بين تسقط بس وحميدتي كبرها!
في أواخر أيام الإنقاذ الناس عرفت الانقاذ سقطت والثورة تحولت لفعل اجتماعي لمن الشفع بقوا في البيوت بيرد وا هتافات الثورة ولمن الناس في الحفلات بقت تختم الزنقة بي “تسقط بس”. الكلام دا قالته بخيتة أمين للبشير في لقاء الصحفيين لكن المقتولة ما بتسمع الصايحة. يلا، لمن تلقى الشفع بقوا يغنوا “حميدتي قلع الكاكي؛ حميدتي كبرها بالملكي” ولسع أنت بتراهن على المليشيا دي بي دعايات وهمية بتاعت الجيش ضعيف وما عندو مشاة وغيرو والمرقوا ديل كيزان والشعب بيكره الكيزان، أعرف إنو حسك السياسي ضعيف وخطر عليك. أسوأ شي بيحصل للسياسي لمن يكون ما بيشكل مواقفه بناء على المعلومات المبذولة، لكن بيحلل بناء على المعلومات المتداولة في داوئر السلطة. يحكى عن تشرشل، بغض النظر عن صحة الرواية، إنو قبل ما يعلن الحرب بي فهم “بل بس” في خطاب في البرلمان، طلب من السواق إنو يوديهو يركب قطار الانفاق. عمل كدا لأنو عارف تكلفة الحرب دي على الشعب البريطاني ما بسيطة، لكن الشعوب الحرة تصنع التاريخ بأمجاد بطولاتها لا بحساب تكلفتها. فقعد مع الناس وشاف مويتهم شنو: ناس لا للحرب ولا بل بس؟! وبناء على كدا قرر يقرا خطابه التاريخي في البرلمان ضد النازية حتى آخر قطرة دم بيريطانية. مشكلة كيزان الوطني إنهم كانوا لي آخر لحظة بيعتمدوا على تقارير الأمن ما الحقائق الواضحة والكاشفة وبيعزوا روحهم بالتعميات الخطابية المنعتهم يشوفوا إنو المرقوا الشارع ديل سودانيين ما شيوعيين وبعثيين. وهنا أهم صفة في القائد السياسي هو إنو يقدر يقاوم نزعة الانحياز للتأكيد البتخلي يكذِّب الوقائع ويستهلك المعلومات البتأكد قناعاته ما البتتحدها. كيزان الوطني عملوا كدا وأصبحوا في الحادي عشر من إبريل وعروشهم خاوية. دا حيكون مصير كتار ما قارين موية الشعب السوداني وما فاهمين سيكلوجيته السياسية؛ سيكلوجية تأبى الهوان والذلة ومستعدة تبذل أي شي لأجل الكرامة وفوق كدا عندها قدرة نفيرية عالية سببها ترابطه الاجتماعي لأنو الأفكار في لحظة واحدة بتتنتشر فيو كالنار في الهشيم بتخلي يقدر ينسق فعله الجماعي. دا دأبه من المهدية مرورا بالحركة الوطنية واكتوبر وإبريل وديسمبر وليس نهاية بحرب إبريل. وياريت والله لو دي كانت حرب ضد سودانيين متمردين لكنها حرب تأتي في سياق مخطط دولي وأقليمي لتركيع هذا الشعب ورد تاريخه الباذخ والفريد في الحداثة السياسية دونا عن شعوب المنطقة سنينا للوراء عبر تسييد مليشيا أسرية ارتزاقية تدار بالريموت كنترول على ترابه الأبي. مظاهرات اليوم هي ناقوس خطر حقيقي لحلفاء المليشيا في الداخل والخارج. أحضر الڤيديوهات دي كويس بتقدر تشوف الناس الفيها ديل كيزان ولا ما كيزان وبناء على كدا بتقدر تستشرف القادم من الأيام. آن أوان نهاية المليشيا ودقت ساعة دحرها!
عمرو صالح ياسين