ضابط سابق بالجيش يوضح كيف سيطر الدعم على مداخل الخرطوم
قال خبير عسكري إن الحرب في السودان امتدت لزمن أطول مما كان متوقعاً لها بل أكثر من الزمن الذي قدّره من خطّطوا لها، مضيفاً أنه لم يكن أحد يتوقّع أن تستمرّ لأكثر من أسبوعين في أسوأ أحوالها، فيما قالت هيئة محامي دارفور، إن خمسة قتلى مدنيين سقطوا في تبادل للقصف المدفعي بين الجيش والدعم السريع بنيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، في حين أصدر رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، قراراً بتولي النائب العام رئاسة لجنة جرائم الحرب وانتهاكات وممارسات «الدعم السريع».
وقال الخبير العسكري محمد عبدالكريم إن الجيش كان يظنّ أن الحسم سيتمّ في وقت وجيز على اعتبار أنه يعرف تفاصيل تسليح الدعم السريع وأن لديه ضباطاً منتدبين للعمل في «الدعم».
ويقول ضابط سابق في الجيش السوداني طلب عدم الكشف عن هويته إن قيادة الدعم السريع «أعدّت خطوط إمدادها ولذلك كانت أولوياتها السيطرة على مداخل العاصمة».
خسارة سياسية
ويضيف الضابط السابق أن الجيش اختار حماية قواعده الأساسية، غير أن قوات الدعم كسبت أرضاً في الأحياء السكنية التي كانت أقامت مقار فيها وباتت منذ بداية الحرب تسيطر على العديد من المنازل والمستشفيات ومؤسسات بنى تحتية أخرى.
ويشير عبد الكريم الى أن «هذه حرب بطبيعتها تفترض الاعتماد بشكل أساسي على قوات المشاة بما أنها حرب داخل مدينة».
غير أن الجيش «منذ سنوات طويلة لم يعد مهتماً بسلاح المشاة الحاسم في مثل هذه المواجهات، إذ اعتمد خلال الحرب في جنوب السودان على متطوعي الدفاع الشعبي. وبعد انتهاء حرب الجنوب وبداية القتال في إقليم دارفور، استعان بحرس الحدود، وهي قوات من القبائل العربية لا من الجيش النظامي، وبعد ذلك بالدعم السريع».
في الإطار ذاته، كتب الباحث أليكس دو وال أن قوات الدعم السريع «أثارت شكوكاً في الطريقة التي يقدّم بها الجيش نفسه باعتباره ممسكاً بالسلطة» عندما فاجأته بانتشارها في الخرطوم. وبدا البرهان مسيطراً على الوضع بعد إقالة الحكومة المدنية في 2021 بمساندة نائبه آنذاك محمد حمدان دقلو «حميدتي».
غير أن «ما كسبه الدعم السريع عسكرياً، خسر مقابله سياسياً»، إذ إن قواته «فقدت بشكل نهائي تعاطف الشارع بسبب الفظاعات التي ارتكبتها من إعدامات بدون محاكمة واغتصاب ونهب»، وفق دو وال.
ويؤكد الباحث أن الفريق أول «كسب سياسياً»، ولكن فقط بسبب الرفض الشعبي لخصومه، فالرجل «ليس شخصية سياسية ولا يمتلك كاريزما».
وإذا كانت الحرب بدت في أيامها الأولى وكأنها صراع على السلطة بين جنرالين، فقد باتت اليوم أطراف أخرى متداخلة فيها بعد أن دعا الطرفان الى التعبئة العامة.
عودة الإسلاميين
من ناحية الجيش، «فتحت هذه الدعوة الباب أمام الإسلاميين وهم الأكثر استعداداً»، غير أن مشاركتهم وغيرهم في القتال «سيؤدي الى إطالة أمد الحرب وتعقيد العلاقات الدبلوماسية للسودان»، وفق الضابط السابق.
أما قوات الدعم فتعتمد على «تعبئة القبائل العربية في دارفور» للحصول على دعم، بحسب مصدر في هذه القوات.
وتشير بعض التقديرات الى أن تعداد قوات الدعم يبلغ الآن 120 ألفاً، في حين كان في بداية الحرب 60 ألفاً.
وتابع «البعض يقاتلون لدعم إخوتهم»، بينما «يقاتل آخرون من أجل المال»، وهو مورد متاح بين أيدي حميدتي بفضل سيطرته على مناجم الذهب. ويرى دبلوماسي غربي أن «الحرب قد تدوم سنوات».
سقوط قذائف
وقال بيان لهيئة محامي دارفور، أمس، إن تجدد الاشتباكات بين الجيش و»الدعم»،أمس الأول الخميس في نيالا تسبب في إصابات متفاوتة لعدد من الأشخاص.وأضاف أن تبادل القصف أسفر عن سقوط قذائف في أحياء الوادي شرق وكرري شرق المقابر وحي أبوجا بنيالا.
من جهة أخرى، ذكر بيان صدر عن إعلام مجلس السيادة، أمس، أن رئيس مجلس السيادة أصدر قراراً بتولي النائب العام للسودان المكلف، رئاسة لجنة جرائم الحرب، وانتهاكات وممارسات قوات الدعم السريع. (وكالات)