شملته عقوبات واشنطن.. من هو رجل الاعمال السوداني عبدالباسط حمزة ؟
عقوبات أمريكية بحق أفراد على صلة بحركة حماس الفلسطينية، بينهم شخصية سودانية مثيرة للجدل.
وأمس الأربعاء، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على 10 أعضاء وناشطين وميسرين ماليين، في حركة حماس، وأماكن أخرى خارج فلسطين، مع احتدام الحرب، بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته الحركة على إسرائيل في السابع من الشهر الجاري.
من بين هؤلاء، السوداني عبدالباسط حمزة الحسن محمد خير، ممول حماس المقيم في السودان.
فمن يكون؟
يقيم عبدالباسط حمزة في السودان، وقد أدار العديد من الشركات في محفظة استثمارات حركة حماس، وفق بيان وزارة الخزانة الأمريكية.
وفي السابق، شارك حمزة في تحويل ما يقرب من 20 مليون دولار إلى حماس، بما في ذلك أموال أُرسلت مباشرة إلى ماهر جواد يونس صالح، وهو مسؤول مالي كبير في الحركة أدرجه مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأمريكي كـ”إرهابي” في 10 سبتمبر/أيلول 2015.
وحسب البيان الأمريكي، فإن عبدالباسط سهّل وصول الأموال لحماس من خلال شبكة من الشركات الكبيرة في السودان.
وتتضمن الشبكة التي استخدمها حمزة لتبييض الأموال وتوليد الإيرادات لحماس، شركة الرواد للتنمية العقارية المتمركزة في السودان، التي أدرجها مكتب مراقبة الأصول الأجنبية كـ”إرهابية عالمية” في إجراءات العقوبات المفروضة على محفظة استثمارات حماس في 24 مايو/أيار 2022.
علاقة ببن لادن والبشير
كما يرتبط حمزة بعلاقات طويلة الأمد بتمويل الإرهاب، بما في ذلك علاقات تاريخية بشركات مرتبطة بتنظيم القاعدة وزعيمها الذي قتل في غارة أمريكية أسامة بن لادن، في السودان، بحسب البيان الأمريكي.
وفي ربيع 2021، قضت محكمة سودانية بسجن رجل الأعمال السوداني البارز عبدالباسط حمزة لمدة 10 سنوات، لإدانته بغسل الأموال ومخالفة قوانين الثراء ومحاربة الإرهاب.
ووفق رصد لـ”العين الإخبارية” لصحف سودانية، فإن عبدالباسط هو أحد رجال نظام المعزول عمر البشير، وينتمي لتنظيم الإخوان الإرهابي.
وبعد رحيل نظام البشير وجهت إليه العديد من الاتهامات والتورط في عشرات القضايا المتهم فيها بالاستيلاء على المال العام.
وبدأ حمزة كضابط صغير في هيئة المساحة العسكرية، لكن التزامه التنظيمي جعله في مقدمة مستقبلي زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن، الذي وصل إلى الخرطوم هاربًا في عام 1993.
وبمرور الوقت، أصبح ضمن عناصر دائرة ضيقة حول أسامة بن لادن، الذي وضع فيه الثقة وجعله من المقربين له وكاتمي أسراره، وسلّمه إدارة مشروعات بنية تحتية نفذها زعيم القاعدة في السودان، مثل طريق شريان الشمال، الذي يربط العاصمة الخرطوم مع الولايات الواقعة شمال البلاد.
وعقب خروج أسامة بن لادن من السودان عام 1996، التحق عبدالباسط حمزة بجهاز الأمن والمخابرات، الذي أسسه نظام الإخوان، وفق تقارير إعلامية.
ومكّنه عمله في جهاز مخابرات الإخوان الأكثر وحشية في المنطقة، من التغلغل في قطاع الاتصالات والاستحواذ على أراض حكومية في مناطق مميزة بالعاصمة الخرطوم.
وقبل 3 أعوام، وضعت لجنة تفكيك الإخوان يدها على أصول وأملاك تقدر بنحو ملياري دولار تتبع لحمزة، وأصدرت قرارات فورية باسترداد نحو 1.2 مليار دولار أمريكي لصالح خزينة الدولة، وهي عبارة عن أسهم في شركة اتصالات وأراض سكنية وزراعية.
ورغم ضخامة الأصول المستردة من عبدالباسط حمزة فإن تقديرات غير رسمية تشير إلى امتلاك الرجل ثروة خيالية ورؤوس أموال بالداخل والخارج.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إن لديها تاريخا طويلا “في تعطيل تمويل الإرهاب بشكل فعال”، مؤكدة أنها “لن تتردد في استخدام أدواتها ضد حماس”.
ولفتت إلى أنها ستستمر في اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لحرمان حماس من القدرة على جمع الأموال واستخدامها لارتكاب “الفظائع”.
العين