تعزيزات للجيش- واشتباكات عنيفة والد-عم تتوغل الى تخوم ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة
توغلت قوات الدعم السريع الى تخوم ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة وسط السودان، صباح الجمعة، ودخلت القوة المهاجمة في اشتباكات مع الجيش على بعد حوالي 15 كيلومتر من احدى أكبر مدن البلاد، بينما تعامل الطيران الحربي مع أرتال السيارات المقاتلة للدعم السريع.
ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين في مناطق عديدة شرقي مدينة مدني، ونقلت مصادر محلية تحدثت لسودان تربيون إن “الاشتباكات بدأت بين القوتين عندما توغلت قوة ضخمة تابعة لقوات الدعم السريع نحو قرى شرق الجزيرة قادمة من مواقع تمركزاتها بمناطق شرق النيل بولاية الخرطوم”.
وأشارت إلى أن مواجهات دامية وقعت في مناطق “العليلة، والشرفة وأبو حراز” وهي قرى لا تبعد عن رئاسة عاصمة الجزيرة مدينة مدني سوى 15 كيلومتر.
وبث مواطنون محليون مقاطع مصورة لعشرات السيارات رباعية الدفع وعليها مدافع مضادة للطيران ومدرعات تابعة للدعم السريع وهي تتوغل صوب مدينة ود مدني بالقرب من مستودعات النفط في بلدة أبو عليلة.
وأغلق الجيش جسر حنتوب المؤدي إلى مدينة ود مدني ونشر تعزيزات كبيرة عند مداخل الجسر من الناحيتين الشرقية والغربية، بينما أفاد سكان حي الدباغة بود مدني، وهو أقرب أحياء المدينة للجسر، بأن الجيش طلب منهم إخلاء المنازل.
وشوهدت طائرات مقاتلة وأخرى للاستطلاع وهي تحلق في سماء ود مدني كما سمع دوي مضادات الطيران بوضوح فضلا عن تصاعد دخان كثيف من شرق المدينة التي تأوي نحو 1.5 مليون نازح على الأقل بحسب السلطات الحكومية بولاية الجزيرة.
ونقل شهود عيان لسودان تربيون إن الطيران الحربي تدخل بكثافة وقصف تجمعات لقوات الدعم السريع بالقرب من مناطق كيران وأم شانق، وقال الشهود إنهم سمعوا دوي انفجارات ضخمة وتصاعد لأعمدة الدخان في مستودع “العليلة” للنفط وهو المستودع الرئيسي للمحروقات بولاية الجزيرة.
وأثارت الاشتباكات موجة من الهلع والخوف في أوساط سكان مدينة ودمدني، فيما بدأ المواطنين الذين يقيمون في شرق المدينة بالنزوح إلى وسطها خشية من تمدد المواجهات، كما آثرت عديد من الأسر مغادرة المدينة.
وأغلق التجار في السوق الرئيسي بود مدني محالهم التجارية مع تصاعد الاشتباكات، بيننا بدأ أصحاب محلات مواد البناء في نقل بضائعهم إلى مناطق آمنة جنوبا.
ودفع الجيش بتعزيزات عسكرية ضخمة وفرض إجراءات أمنية مشددة داخل مدني بإغلاق جسر حنتوب علاوة على المدخل الشرقي والغربي للمدينة ومنع السيارات من الدخول أو الخروج.
وتستضيف مدني أعداداً كبيرة من سكان ولاية الخرطوم الذين نزحوا إليها منذ بدايات المواجهات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل الماضي،حيث يقيم بعضهم في المدارس التي أصبحت مراكز إيواء مؤقت.