مباحثات المنامة تنعش آمال السودانيين بوقف الحرب
إرم – أحمد حمدان
بين الترحيب بالخطوة، والتحذير من عدم تحقيق نتائجها لتطلعات السودانيين، عبَّرت قوى مدنية وسياسية في السودان عن أملها بأن تمثل المحادثات السرية في العاصمة البحرينية المنامة والتي جمعت بين طرفي الصراع العسكري في البلاد، خطوة في طريق وقف الحرب، مشددة على ضرورة إشراك القوى المدنية في هذه المباحثات.
وكانت تقارير صحافية كشفت عن اجتماعات سرية بين نائب القائد العام للجيش السوداني الفريق شمس الدين كباشي، ونائب قائد قوات الدعم السريع، الفريق عبدالرحيم حمدان دقلو، في العاصمة البحرينية المنامة خلال الأيام الماضية.
وقالت “رويترز” إن 3 اجتماعات تمت بين الطرفين، خلال يناير/ كانون الثاني الماضي، في البحرين، في أول تواصل على هذه الدرجة بين الجانبين المتحاربين في الصراع المستعر منذ 9 أشهر.
وأوضحت الوكالة أن الجانبين اتفقا مبدئيًا على إعلان مبادئ يشمل الحفاظ على وحدة السودان وجيشه، وأنه من المزمع إجراء مزيد من المحادثات لمناقشة وقف إطلاق النار، لكن اجتماعًا للمتابعة تأجل الأسبوع الماضي.
وتأتي هذه المحادثات في وقت كانت فيه المعارك بين الطرفين مشتعلة في عدد من جبهات القتال في الخرطوم وغرب كردفان والفاشر شمال دارفور، مع تحشيد مستمر للجيش على الحدود الجنوبية لولاية الجزيرة وسط السودان التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، منذ منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
كما أن أعداد الفارين من الحرب في تزايد مستمر، حيث أعلن المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، يوم الثلاثاء، أن المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان أدت إلى نزوح نحو 8 ملايين شخص.
وتعليقًا على المحادثات التي جمعت بين الجيش وقوات الدعم السريع، قال عضو المكتب التنفيذي لتنسيقية القوى الديمقراطية “تقدم” صالح عمار، إنها “خطوة يجب دعمها وتشجيع الأطراف المتحاربة على المضي قدمًا فيها”.
وأوضح عمار في تصريح لـ”إرم نيوز” أن على القوى المدنية والسياسية التعبير عن دعمها وتشجيع المباحثات وكل ما من شأنه أن يسهم بوقف الحرب، والاستمرار في الضغط من أجل إشراك القوى المدنية في هذه المباحثات وضمان اتساق نتائجها مع مطالب وتطلعات الشعب السوداني.
وناشد عمار أطراف الحرب الاستجابة إلى معاناة الشعب السوداني الذي قال إنه يتعرض إلى واحدة من أكبر كوارث التاريخ الحديث.
وأكد عمار استمرار جهود القوى المدنية والشركاء الدوليين من أجل وقف الحرب في السودان ومحاصرة أطرافها وتحسين الأوضاع الإنسانية للمدنيين.
من جهته أكد المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير بالخارج، عمار حمودة، الترحيب بأي مفاوضات “توقف صوت المدافع وسقوط القذائف وتعيد المواطنين الى منازلهم”. وأضاف في تصريح لـ”إرم نيوز” أنه “لا مبرر للسرية، بل إن البحث عن مخرج هو ما تريده غالبية الشعب السوداني”.
وحول إمكانية نجاح هذه المحادثات في تقريب وجهات النظر بين الطرفين تمهيدًا لمفاوضات علنية لوقف الحرب، قال حمودة: “كلما كانت هناك مباحثات في الجانب العسكري فهي حتمًا تقلل وطأة الحرب، ولذلك من هذه الزاوية فهي جيدة”، معتبرًا أن الجانب السلبي هو في “حصر المشكلة السياسية بين الجهات العسكرية فقط ومحاولة تقنين الوضع العسكري هروبًا من استحقاقات الثورة في الحرية والحكم المدني”.
وتوقع حمودة أن تجد خطوة المحادثات بين طرفي الحرب معارضة من عناصر نظام الرئيس السابق عمر البشير، باعتبار أنه “ليس من مصلحتهم وقف الحرب”.
وأضاف أنه “من مصلحة النظام السابق استمرار الحرب والفوضى”.
واقتربت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع من طي شهرها التاسع، وسط توسع قوات الدعم السريع في بسط سيطرتها على ولايات السودان، فيما تبنى الجيش، في الآونة الأخيرة، عملية تسليح المدنيين فيما يعرف بـ”المقاومة الشعبية”، ما يهدد بدخول البلاد في حرب أهلية واسعة.
المصدر: الراكوبة نيوز