باحث بالشأن الإفريقي يحذر من كارثة تهدد السودان بسبب سد النهضة
كشف الباحث في الشأن الإفريقي وحوض النيل، هاني إبراهيم، عن كارثة جديدة باتت تهدد ضفاف النيل في السودان، حيث ارتفعت حدة ظاهرة الهدام أو النحر، وخاصة في مدينة الجيلي شمال الخرطوم.
وعن كارثة تهدد السودان بسبب سد النهضة، أكد الباحث بحوض النيل هاني إبراهيم أن أزمة ظاهرة النحر بدأت في الظهور في مدينة الجيلي السودانية وارتفعت حدتها مؤخرًا، حيث زاد تآكل ضفاف النيل بمقدار 150 متر على الأقل في شهر فبراير الماضي.
وقال هاني إبراهيم ع: “ ظاهرة الهدام او النحر في مدينة الجيلي بالسودان شمال الخرطوم بحوالي 50 كم قبل بدء ملء سد النهضة.. وبعد أربع عمليات ملء. ظاهرة الهدام أو النحر هي تآكل ضفاف النهر لغياب المغذيات من الطمي وهي من ضمن أضرار سد الكارثة الإثيوبي على السودان تحديدا”.
كما أوضح الباحث بالشأن الإفريقي هاني إبراهيم الكارثة التي باتت تهدد السودان بسبب سد النهضة فقال: “أزمة النحر بدأت في الظهور في فبراير 2022 تحديدا وارتفعت حدتها مؤخرا بتوجه النهر شرقا بحوالي 150 م على الأقل. مقارنة بين مجرى النهر والجزر النهرية عند الجيلي في فبراير 2020 وفبراير 2024”.
وأكد هاني إبراهيم متابعة نطاق جنوب مدينة الجيلي السودانية وظاهرة الهدام “شمال الخرطوم بحوالي 45 كم”، خلال نفس الفترة للسنوات من 2020 إلى 2024.
جدير بالذكر أن مدينة الجيلي التاريخية، شمال العاصمة السودانية الخرطوم، تنامت بها ظاهرة تسمى “الهدام” أو النحر، التي تتسبب في تآكل سريع لضفاف النيل الشرقية بسبب التيار، مما يؤدي إلى القضاء على مساحة 2 كيلومتر مربع من أخصب الأراضي في السودان.
وبرغم من بداية ظاهرة النحر في مدينة الجيلي السودانية عام 2022، لكن الأهالي أكدوا أن نحر أراضي الجيلي المشاطئة للنيل بدأت معاينتها عام 2005، ولكن بصورة غير ملحوظة، لكن تسارعت عملية النحر منذ عام 2022، مبتلعا عشرات المزارع، ومهددًا المدينة التاريخية والاقتصادية المهمة الجيلي، حيث اقتربت ظاهرة النحر عام 2022 من المساكن، وأصبحت على بعد 400 متر تقريبًا من المساكن، التي كانت تفصله عنها 4 كيلومترات.
وتعتبر مدينة الجيلي السودانية إحدى أكبر المدن التاريخية في السودان، حيث تشير بعض الأبحاث الأثرية إلى أن عمرها يصل إلى 7 آلاف سنة، حيث باتت تهدد ظاهرة الهدام المقابر التاريخية في المدينة ومنها مقبرة وسرايا الزعيم التاريخي المثير للجدل الزبير باشا رحمة، حيث يهدد النحر بزوال المقابر التاريخية، القريبة من النيل، في حين كانت وقت بنائها عام 1900 تبعد عن النهر بمسافة 3.5 كيلومترات.
وكانت اللجنة العليا لمجابهة الهدام بمدينة الجيلي، قد حذرت، عام 2022، من وضع، وصفته بالـ “كارثي” بمدينة الجيلي، وتوقعت زوالها بسبب ظاهرة الهدام أو النحر التي تتفاقم بسبب أزمة سد النهضة، مطالبين بتدارك الأمر.
ووصف عضو اللجنة عقيل أحمد ناعم، في تصريحاته لأحد البرامج على قناة النيل الأزرق، “أن الوضع كارثي وينذر بزوال المدينة، مؤكدًا أن مساحة اليابسة تقلصت من 3 كيلومترات إلى أقل من 600 مترًا.
وقال “إن النيل يزحف بقوة نحو المساكن بعد أن أخذ 70٪ من الأراضي الزراعية”، الأمر الذي أدى لفقدان عدد كبير من السودانيين لمصادر دخلهم وأراضيهم الزراعية.
وكشفت اللجنة العليا لمواجهة الهدام أو النحر أنه تم فقدان 70٪ من الأراضي الزراعية عام 2022، بسبب التجريف الذي تسببه الظاهرة، مشيرة إلى أن النيل يزحف بقوة نحو المساكن.