الرؤية نيوز

عزالدين الحيدوسي يكتب:فشل تجربة الدوري الوسيط

0

كثر الحديث في الاونة الاخيرة حول تجربة الدوري الوسيط المؤهل للممتاز.. سلبياته وايجابياته خاصة بعد ان وضح للجميع فشل التجربة من خلال عدم الاهتمام ومراعاة الخسائر المادية الكبيرة التي لأزمة الأندية من خلال التجوال بين مدن السودان المختلفة.

وحتى كتابة هذه الاسطور لجنة المسابقات تبحث عن مدينة تحتوى أندية النخبة التي اعياها الانتظار وهي تعد فرقها منذ منتصف رمضان.

ولجنة البرمجة التابعة للاتحاد العام تهتم فقط باندية القمة ممثلة في الهلال والمريخ اللذان يتصارعان لوحدهما سنوياً لحصد البطولة وبقية اندية الممتاز التي تمثل دور تمومة الجرتق في المنافسة.

• ولعل المؤسف في هذا الجدل الذي يدور هذه الايام ان البعض وبحكم علاقاتهم الوثيقة بالاتحاد العام ورئيسه يدافعون باستماتة عن التجربة الراهنة للدوري الوسيط مبرزين ايجابياتها مغفلين تماماً سلبياتها .. بينما نجد البعض الآخر من الذين لهم مواقف عدائية مع الاتحاد العام قد شهروا سيوفهم وغمدوها في قلب المنافسة بعد ان حكموا عليها بالموت والفناء دون النظر بحكمة لبعض ايجابياتها أو الأندية التي ظلت تنتظر أكثر من ثلاثة أشهر لمعرفة المدينة التي تستضيف دوري النخبة أو التحدي .

• ولعلنا لابد ان نشير لحقيقة هامة وهي اننا في مدينة النهود كان يحدنا العشم في نلتحق باندية الدوري الممتاز وخسرت الأندية والمدينة مبالغ مالية كبيرة في سبيل الوصول الي الدوري الممتاز الا ان ذلك لم يتحقق نسبة للفشل الكبير الذي لازم تجربة الدوري الوسيط والحباط العام الذي يسود الأجهزة الفنية والإدارية من تناسى وعدم اهتمام من قبل الاتحاد العام والجانه المساعدة .. اتضح ومن خلال الممارسة والتقييم للمباريات التي لعبت في الدورة الأولي في كل من الأبيض وكسلا ومدني بأن تجربة الدوري الوسيط انها لم تضف جديداً للكرة السودانية عموماً في المنتخبات الوطنية ولا عبر مسيرة الهلال والمريخ افريقياً وعربياً ولا حتي لاندية الولايات التي اكتوت بنار هذه المنافسة لدرجة الانصهار.

• في مدينة النهود العريقة كمثال تسبب الدوري الوسيط في اغتيال منافسة الدوري المحلي بعد ان فارقها النضال وحيدوب حيث اضحت المنافسة بدون طعم وانصرف عن متابعتها الجمهور ، ولكم ان تتصوروا ان دخل اي مباراة اصبح لا يغطي تكلفة ايجار حافلة لترحيل اللاعبين الي الاستاد وبالعكس .. لتتأثر بالتالي العديد من الاندية العريقة التي كانت لها صولات وجولات وافرزت العديد من النجوم الكروية التي اثرت الساحة الرياضية.

• لقد تسبب موت الدوري المحلي في العديد من الكوارث الكروية حيث هبط فريق الاهلي العريق للدرجة الثانية قبل ان يعود مجدداً للاولي في الموسم السابق .. وهبط فريق التحرير وفريق الاتحاد بعد ان كان يوماً ما بمثابة شوكة حوت للنضال وحيدوب والوطن .. وهبط ايضاً من قبل فريق المريخ بعد ان عاني من الاهمال والضياع والغياب الاداري.

• وتتواصل نكبات الدوري الوسيط حيث تهاوى نادي الوطن العريق وشيخ الاندية الذي كان يوماً ما يمثل مدينة النهود في المحافل القومية وصاحب المدرسة الكروية المتفردة التي تخرج منها عباقرة الكرة السودانية .. هذا الفريق العريق ظل يخوض منافسات الدوري في السنوات الاخيرة وهمه هو البقاء فقط في الدرجة الاولي .. وهكذا اضمحلت بل تلاشت طموحات جميع اندية الاولي بمدينة النهود بما فيها الموردة والهلال والسماك والشروق والرفاق والصداقة .

• ويحق لنا ان نسأل انفسنا بصراحة ماذا استفاد عملاقينا النضال وحيدوب من الدوري الوسيط بعد كل هذه السنوات .. والاجابة المؤسفة لا شئ .. واكرر لا شئ بل العكس تماماً فقد تسبب الدوري الوسيط في افقار الناديين الكبيرين بصورة دفعت الجميع للهروب من مجلسي الادارة لدرجة ان نادي النضال ظل طوال شهور بدون مجلس ادارة بعد ان استقال الرئيس وتهرب الاخرون وها هو حيدوب يسير بنفس الطريق بعد أن استقال الأمين العام الأستاذ محمد ادم عمباج ونائبه بهاء الدين عزالدين وهروب عدد من مجلس الإدارة من العمل طوال الشهور الماضية.

• هذا علي النطاق الاداري اما اذا تحدثنا عن اللاعبين فيكفي ان نشير وبكل اسف للاحصائية التي نشرناها مؤخراً علي صفحات قروب الاتحاد المحلي لكرة القدم والتي اكدت باننا وفي عهد الدوري الوسيط عقمت ملاعبنا واصبحنا نستورد اللاعبين وبصورة مخيفة بعد ان كنا نصدرهم للاخرين .. فهل يصدق احد بان 75% من لاعبي اندية المقدمة في مدينة النهود تم استيرادهم من خارج المدينة؟
…نواصل غدا في تجربة فشل الدوري الوسيط.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!