الرؤية نيوز

كيف قام الجنجويد بإطلاق سراح أخطر العناصر الإرهابية وتفريغ السجون “2-2”

0

متابعة:الرؤية نيوز
خلال الـ”10″ أشهر الماضية تعرضت مُعتقلات جهاز المخابرات العامة، أو بالأحرى مواقع حبس العناصر المُتطرّفة في الخرطوم، إلى هجمات متواصلة، وكان الهجوم الضاري، وسط نباح الكلاب المسعورة آواخر الليل، مسنوداً بكتيبة إنقاذ، الهدف منه، بلا مواربة، تحرير المجموعة الإرهابية، حبيسة الجدران، لتنضوى بالمرة تحت لواء مليشيا الدعم السريع، في نسخته النهائية المتوحشة.

هجوم وراء هجوم
خلقَ ذلك الهجوم المتكرر حالة من الفوضى، مكّنت مجموعة الأربعة، أمجد فيصل، الوحي الإمام، أحمد إبراهيم، صلاح سالم، من الهروب، عبر فتحة قيصرية أوقعتها قنبلة يدوية، في جدران الحمام المُلحق بالسجن المُخابراتي.

في مارس 2024 قامت الميليشيا بهجوم آخر ليلي عنيف، مصحوب بتدوين، على كافة المعتقلات، مما أدى، مرة ثانية، إلى هروب مجموعة تضم 13 من العناصر الإرهابية، وقد تم التمهيد، لكل ذلك القتال المفضي لمكيدة جهنمية، بتسلل كتيبة من مليشيا الدعم السريع، لتطويق المبني تماماً، تعينها في مهمتها، خلية الأربعة الهاربة، والتي اتضح لاحقاً أن بعض عناصرها التحق بمقرات الجنجويد في بحري.

كان ضمن المجموعة الأخيرة رجل متخصص في صناعة المتفجرات اسمه أبوعبيدة، وشاب آخر في مقتبل العمر، حليق اللحية، إن لم يكن بالأمرد، تشيء ملامحه بأنه صومالي، فضلاً عن أحد قادة تنظيم داعش في سيناء، وهو موسى حمدان، ممن ينتمون إلى خلية جبرة، تلك التي فقد فيها جهاز المخابرات بعضاً من عناصره في العام 2021، وعلى رأسهم “الجوكر”، ذلك الفتى صاحب القدرات المهولة والخارقة في عالم الشبكات وتفكيك جرائم المعلوماتية.

معقل الإرهاب والجاهزية
بعد هروب المجموعة الآخيرة، ونعني بها مجموعة الـ”13″، أصبح مجمل العناصر الإرهابية التي قامت الميليشيا المتمردة بتهريبهم “17” معتقلاً، وتبقى فقط قائمة تضم “9” أفراد، فيما لا تزال الميليشيا، إلى اليوم، تضرب حصاراً عليهم، دون أن يتوقف دوي مدافعها وبنادقها صوب تلك المعتقلات، كما لو أن إطلاق الإرهاب من قمقمه ليعاود نشاطه في بلاد النيلين، أمر في غاية الأهمية بالنسبة لهم، وهذا بالضرورة لا يحتمل أكثر من تفسير، سيما وأن عملية نشر الفوضى، والهجوم على معتقلات الإرهابيين لم تكن نزهة، وقد أستشهد فيها بفدائية، أي تلك المعارك، “5” من الضباط، و”9″ أفراد من أطقم الحماية والتأمين.

من المهم الإشارة أيضاً إلى أنه منذ بداية التمرد أطلقت الميليشيا نحو “40” شخصاً من أخطر الإرهابيين والمجرمين، يمكن تصنيفهم وفقاً لمحابسهم، كالأتي: “23” من السجون العامة، و”17″ من معتقلات جهاز المخابرات، بشكلٍ يوحي، بل تكاد تكون حقيقة ناصعة، وهى أن العثور على هؤلاء، بعد فرزهم وتحريرهم، ليس من قبيل الصدفة، وإنما كان هو الهدف الأساسي الذي تم التخطيط له بعناية فائقة من البداية، وربما قبل الحرب، مروراً بحملات تجنيد المرتزقة الذين تم جلبهم من غرب أفريقيا والساحل، أي تلك المناطق التي تنشط فيهم داعش والقاعدة وبوكو حرام.

موالاة أصحاب العمائم السوداء
عملية إطلاق سراح العناصر الإرهابية والمجرمين لم تكن هدية عيد ميلاد بلا مقابل، وإنما أمر دُبّر بليل، لتنضم ذات العناصر لقوات (الجاهزية) تعينها في القتال وترهيب الناس وصناعة المتفجرات لتعويض النقص في الأسلحة والذخيرة، ولذلك فإن أغلبهم – إلى اليوم – موجود في مقرات الميليشيا، أمثال بكر حقار، التشادي الذي ينتمي للقاعدة، والنور جمعة وعثمان يوسف ممن بايعوا داعش على السمع والطاعة العمياء.
فيما أجهزت الميليشيا على موسى نذير، وأطلقت سراح أبو خالد، وهو سوداني، مقابل فدية مالية تقدر بـ”13″ ألف دولار، دفعتها أسرته بعد مساومة وتهديد بتصفيته، أما البقية فلا تتوفر معلومات كافية عنهم، وعلى رأسهم أبو فاطمة، وزيدان صالح، والنسيم، وهؤلاء خليط من جنسيات عربية مُختلفة.

لكن الحقائق المؤكدة، وهى دافع الميليشيا في تحرير الخلايا الإرهابية، أنها أخضعت بعض العناصر لاستجوابات مكثفة، وابتزاز للقتال معها، ونجحت في تجنيد بعضهم، وعلى رأس هؤلاء الصومالي عثمان يوسف، وهو مسلك بالضرورة يتنافى مع القوانين الدولية وقواعد الحرب في التعامل مع العناصر الإرهابية والمجرمين، حد ضمهم لصفوف القتال، دون أن تشعر، مليشيا التمرد، بالحرج وهى تنتعل حذاء الديمقراطية وترتدي قميص حقوق الإنسان الملطخ بدم الأبرياء، بصورة فاقعة، وهو الأمر نفسه الذي دفع المليشيا للتهرب من هذه التهمة، مولاة أصحاب العمائم السوداء، لتنسل منها وترمي بها أطفال قرية ود النورة.

عزمي عبد الرازق

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!