حسن إسماعيل يكتب: أسئلة الفضائيات المنقوصة والاجابات الزائفة
متابعة:الرؤية نيوز
> قررتُ ومنذ فترة التقليل من متابعة الحوارات المشتركة التي تقيمها كثير من الفضائيات بين أنصار الجيش والدولة السودانية وبين عملاء التمرد
> معظم هذه الحوارات مصممة لاستدامة الجدل لا لحسمه، مهمتها دفق الماء على زجاج الحقيقة فتستعصي الرؤية ولاتنتهي لتنظيف ذلكم الزجاج فيتعافى النظر من خلاله…
> حوارات دائرية يتسامح فيها الذين يديرون الحوار مع كل حالات الهروب والتزييف التي يمارسها عملاء التمرد سواءً كانوا من الدرجةالأولى أو من الدرجة الثالثة…. يسمحون لهم بفتح ثغرات في جدار الحقائق ليمارسوا حرفة( اللف والدوران ) التي هي بعض أدوارهم مدفوعة الأجر
> وإليك بعض الأمثلة والوقائع
> فعندما يُقال لمتكلمة الجنجويد أن قوات الدعم السريع هي قوات متمردة يردون بكل استهبال( بل هي قوات نظامية مُشكلة بموجب قانون) وهنا يتغافل مدير الحوار ولايسد الطريق على احتيال اجابة المتمرد فلا يلقمه بالتعليق الأهم:-( ولكن ذات القانون الذي شُكلت بموجبه هذه القوات قد أعطى القائد العام ورأس الدولة حق حلها وقد صدرت المراسيم بحلها ) !!!
> نموذج آخر … عندما يدعي أحد عملاء التمرد أن قرية ودالنورة استفزت قوات الجنجويد ولهذا أوقعوا فيهم هذه المقتلة فيتناسى المحاور أن يسد منافذ الهروب على المتكلم فلايسأله ولكن لماذا ذهبت قوات التمرد أصلا إلى ودالنورة؟ بل لماذا ذهبت إلى الجزيرة من الأساس؟؟
> وعندما يزعم متكلمة التمرد سواء كانوا متمردون( فرز أول ) أو فرز ثالث بأنهم الأحرص على الحوار لايُغلق عليهم المحاورون خشبات السبرك الاستعراضي بالسؤال … فهل تذهبون للحوار لإنهاء التمرد أم لاقتسام السلطة مع البرهان؟ فإن كانت الاجابة الأولى فيجب أن تُلاحق بالسؤال بأن إنهاء التمرد يحتاج لسلوكيات تُبدي حسن النية مثل وقف العمليات العسكرية أو تخفيفها والبدء في إخلاء الأحواز المدنية ، أما إن كانت الاجابة من شاكلة أن العودة للمسار السياسي فيجب أن تُلاحق هذه الاجابة الاحتيالية بسؤال فحل (مبروم الشنبات) يسد الطريق على قردة التمرد التي لاتجيد( التنطيط ) فيُسألوا.. فهل ستقيمون مسار سياسي تستأنفون فيه الشراكة مع البرهان الذي تدعون أنه مجرد أداة في يد ( الفلول) ؟؟ فإن تحايلوا على ذلك يجب أن يتم حصارهم بالسؤال الأقوى حجة وهل من شأن التشكيلات القتالية أن تكون جزء من مسارات واتفاقات سياسية؟؟
> بل أن السؤال الأهم والأثقل وزنا وقيمة فهو لماذا يتفادى المحاورون توصيف الدعم السريع بأنه قوى متمردة؟ متى انبهم تعريف التمرد وأصبح محل غلاط ومجادلة ومجاملة؟؟ أليس المجرم كيكل قائدا أساسيا ضمن قادة ( الدعم السريع ) فإن حدثته نفسه بمخالفة تعليمات حميدتي وعصاها ألن تطلق عليه قيادة الدعم بالمتمرد؟؟ بل أن المجموعات التي تنتمي للتمرد وتسرف في جرائم الحرب ضد المواطنين (يحك) قادة التمرد رأسهم ويصفونهم( بالمتفلتين) حتى تتهرب قيادة التمرد من أثقال أفعالهم!!!
> في الحقيقة فإننا لانواجه تمرد حميدتي وعبدالرحيم وعرمان وحمدوك فقط … إننا نواجه تمرد المؤسسات الإعلامية المرموقة على ماهو معتاد ومعروف ومتفق عليه من مصطلحات وتعريفات…
حسن إسماعيل
١٨ يونيو ٢٠٢٤م