غياب طرفي الصراع.. ثلاث قضايا رئيسية على طاولة البحث.. القاهرة تستضيف مؤتمرا للقوى السياسية السودانية
متابعة:الرؤية نيوز
ضمن الجهود الإقليمية والدولية لإيجاد حل لإيقاف الحرب وإيجاد حل للأزمة السودانية، وجهت وزارة الخارجية المصرية الدعوة لقوى سياسية سودانية وقيادات أهلية ودينية للاجتماع في القاهرة يومي 6 و 7 يوليو الحالي لمناقشة سبل وقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية والوصول إلى رؤية سياسية موحدة لفترة ما بعد انتهاء الحرب.
الدعوة جاءت في التوقيت المناسب
وأكد المهندس خالد عمر يوسف، نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني والقيادي بتنسيقية (تقدم) أن الدعوة جاءت من وزارة الخارجية المصرية لبحث سبل الوصول لسلام في السودان. وقال المهندس خالد عمر يوسف في حديث لراديو دبنقا أن الدعوة استهدفت قوى سياسية ومدنية على اختلاف مشاربها ورؤاها من أجل التفاكر في كيفية وقف الحرب ومعالجة الأزمة السودانية واقتراح مسار سياسي سلمي للوصول لسلام مستدام في السودان.
وثمن نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني البادرة المصرية القيمة من الجارة مصر، واعتبر أنها جاءت في وقت مهم حيث تتسع الحرب يوما بعد يوم لتبتلع غالب البلاد وتدمر حياة الناس وقتلت الألاف وشردت الملايين ولا بد من أن يحدث فعل من أجل إيقاف هذا الجنون الذي يحرق البلاد بكاملها.
ونوه القيادي بتنسيقية (تقدم) في حديثه لراديو دبنقا إلى ترحيب (تقدم) بالدعوة في إطار ترحيبها بكل الجهود التي ترمي للوصول للسلام. وتوقع أن تشارك في هذا الاجتماع قوى سياسية وحركات كفاح مسلح ومجتمع مدني ومهنيين ولجان مقاومة وشخصيات غير حزبية وأهلية ودينية من مختلف المشارب، سواء من المنتمين لتنسيقية (تقدم) أو المنتمين لكتل سياسية أخرى لا تشارك (تقدم) نفس الرؤية والأهداف.
وأشار المهندس خالد عمر يوسف إلى أن هذا هو الهدف في أن يجمع المؤتمر وجهات نظر مختلفة وأن يتم الاعتراف بالتباينات واختلاف الرؤى والأفكار، لكن أن يتفق الجميع على ضرورة وقف الحرب الآن وأن تجد الأزمة الإنسانية تجد معالجات فورية وأن توضع أسس لسلام مستدام في السودان.
ثلاث قضايا رئيسية على طاولة البحث
من جانبه، ذكر مبارك عبد الرحمن اردول، رئيس التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية والقيادي بالكتلة الديمقراطية، في حديث لراديو دبنقا أن الدعوة لحضور الاجتماع وجهت إلى القوى السياسية والمدنية السودانية وبعض الشخصيات وعدد من الدول الإقليم والمؤسسات الإقليمية والدولية، بما فيها الاتحاد الأوربي والترويكا وغيرها. ونوه إلى أن الدعوة التي تسلموها للمشاركة في المؤتمر تضمنت ثلاث قضايا رئيسية تتمثل في كيفية وقف وإنهاء الحرب، القضايا الإنسانية بالإضافة إلى كيفية التأسيس لمسار سياسي لحل الأزمة السياسية في البلاد.
وأكد القيادي بالكتلة الديمقراطية أن الاجتماعات ستكون مباشرة حسب ما وردنا من معلومات وأن الدعوة التي قدمت على أساس حزبي وبغض النظر عن الكتل وكأطراف سودانية التي تنتمي لها وأن ذلك سيقود لفتح مناقشات داخل الكتل. واعتبر أن هذه الصيغة هي الأمثل لدعوة الأطراف لتفادي الحديث عن أوزان الكتل ومستويات تمثيلها.
ونوه رئيس التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية في حديث لراديو دبنقا إلى أن مصر لها معرفة جيدة بالواقع السياسي السوداني أكثر من دول كثيرة تدخلت لمعالجة الصراع في السودان ويتيح ذلك للقاهرة معرفة الجهات التي تمثل الشعب السوداني وكيفية إشراكها في مثل هذه المؤتمرات والمناقشات التي تطرح الأزمة السودانية على طاولة البحث.
في غياب طرفي الحرب
وحول جدوى مثل هذه اللقاءات في غياب طرفي الحرب الرئيسيين، شدد المهندس خالد عمر يوسف في حديث لراديو دبنقا على أن أي خطوة في اتجاه السلام ستقودنا للأمام. وأشار إلى أن طرفا الحرب سبق لهم الاجتماع في جدة وأن هناك عدد من المبادرات التي تسعى لجمعهما في وقت قريب، لكن السودان ليس ملك حصري لطرفي الحرب وأن القوى السياسية والمدنية ليست طرفا في الحرب، ولكن هي شريك أصيل في تحديد مستقبل السودان.
ومضى نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني قائلا إن تحديد مستقبل السودان ليس حق حصري لطرفي الحرب ويجب أن يشارك السودانيون بمختلف مشاربهم في تحديد مستقبل بلادهم. صحيح أن هناك تباينات بين القوى المدنية، لكنها إن استطاعت الاتفاق على أولوية وقف الحرب معالجة الأزمة الإنسانية فإن ذلك سيهيئ مناخ لحث الطرفين المتقاتلين على اختيار المسار السلمي التفاوضي والتقدم للأمام نحو وقف إطلاق النار. وإذا استطاع الطرفين المتقاتلين التوصل منفردين لوقف إطلاق النار، فذلك أمر جيد سيمهد لبداية عملية سياسية تقود لسلام مستدام.
التوافق سيقطع الطريق على أي تلاعب
ويرى مبارك عبد الرحمن اردول في حديث لراديو دبنقا أنه في حال حدوث توافقات من الجميع، فإن الطرفين وإذا ما كانوا يعبرون سياسيا عن أي جهة أو يتحالفون سياسيا مع أي جهة، فلن يكون أمام طرفي الحرب سوى الاستجابة في حال حدوث هذه التوافقات. ونوه إلى أن طرفي الحرب سبق لهم الاتفاق في جدة، لكن غياب الإرادة السياسية والاتفاق السياسي الشامل بين كل الأطراف، لذلك كان يتم التلاعب في مسألة تنفيذ ما اتفق عليه في جدة.
وأكد القيادي في الكتلة الديمقراطية أنه في حال اتفق كل السودانيون ووحدوا صوتهم لإنهاء الحرب سيكون ذلك مدخل حقيقي للسلام. كما أنه في حال اتفاقهم على إيصال المساعدات الإنسانية وإدانة الطرف الذي يعيق وصولها للمحتاجين وكذلك اتفقوا على المنهجية السياسية لمعالجة الأزمة، فإن الجهة التي تعارض ذلك أو إذا عارض الطرفان هذه التوافقات فسيتجه الجميع ضدهم.