آداب جامعة السلام تصنع الحدث بشمال كردفان..وتهيئ المجتمعات لما بعد الحرب بسلسة ورش ودورات تدريبية
تقرير / آدم أبوعاقلة
تهيئة لفترة ما بعد الحرب بدأت جامعة السلام ممثلة في كلية الآداب سلسلة من الورش والدورات التدريبية تحت شعار (كن واعيا) وذلك لتطوير الذات وبناء قدرات المجتمعات المحلية لقيادة المرحلة القادمة بتدخلات ايجابية ترمم النسيج الاجتماعي وتعمر ما دمرته الحرب وذلك برعاية كريمة من والي غرب كردفان عصام الدين هرون واشراف مدير جامعة السلام وتنسيق محكم من عميد كلية الآداب الدكتور حمد أحمد رابح.
في السياق نفذت كلية الآداب التابعة لجامعة السلام ولاية غرب كردفان بمركز دراسات السلام والتنمية بالابيض دورة تدريبية في مجال تطوير الذات وبناء القدرات استمرت لمدة اربعة ايام استهدفت (35) دارسا ودارسة من مجتمع غرب كردفان المتواجد في مدينة الابيض.
وخاطب الجلسة الافتتاحية للورشة والي غرب كردفان المتخصص في التنمية البشرية وشرف اللقاء عددا من قيادات الولاية الاهلية والتنفيذية وقدم الاوراق كوكبة نيرة من قيادات التدريب بالمركز وشهدت الورشة تداولا ونقاشا مستفيضا اثمر عن جملة من التوصيات التي من شأنها قيادة الولاية نحو الريادة والتنمية.
وشهدت الجلسة الختامية حضورا نوعيا من قيادات الولايتين تقدمهم واليي غرب وشمال كردفان بزيهم العسكري الجميل وقدما كلمات اكدا من خلالها على اهمية الورش والدورات التدريبية حيث رحب والي غرب كردفان بالحضور شاكرا قيادات التدريب مؤكدا ان بناء القدرات من المطلوبات المهمة وان الدول اصبحت تحترم التخصصية مشيرا لاهمية البداية بالموارد البشرية وحيا هرون القوات المسلحة والمشتركة والنظامية الاخرى قاطعا بقوله: (الحرب إنتهت) ونعمل لما بعد الحرب وكشف الوالي انهم لديهم مشاريع جاهزة للتنفيذ ممولة من الاتراك بنظام (البوت سستم) تنتظر فقط وقف الحرب ليتم تنفيذها.
واشاد هرون بدور جامعة السلام في قيادة التدريب بكردفان مؤكدا التزامهم بتنفيذ وتبني التوصيات داعيا لضرورة الابتعاد عن الصراعات والاستفادة من جهود العلماء مبينا ان السودان يحتاج لجهود كل ابناءه لينهض من كبوته.
من جانبه اشار والي شمال كردفان لتتابع وتوالي بشريات النصر لأهل السودان وكردفان التي رسمتها القوات المسلحة مشيرا لأهمية تنمية وتطوير قدرات المواطنين والبنيات التحتية لفترة ما بعد الحرب مشددا على اهمية توفير الخطط اللازمة والتدريب مستدركا ان غرب كردفان وحسب متابعته ليست بحاجة لخطة جديدة وانه كان مشرفا ابان عمله في ديوان الحكم الاتحادي على إعداد خطة متكاملة لتنمية ونهضة غرب كردفان داعيا لاهمية الاستفادة من هذه الخطة والميزات النسبية والموارد المتعددة لغرب كردفان. واوضح عبد الخالق ان الاستعداد لما بعد الحرب يتطلب مرتكزات اساسية مشيرا لضرورة توفير المياه الصالحة للاستخدام وتطبيق مبدأ (التعليم لا ينتظر)، وتوفير الصحة العلاجية والوقائية، والاصلاح المؤسسي، وتوطين الصناعات، وتوفير التمويل اللازم للمشروعات.
في ذات السياق اعرب بروفيسور عبد الله محمد عبد الله مدير جامعة كردفان عن سعادته بنشاط كلية الآداب جامعة السلام مشيرا لتعزيزها للعمل التدريبي بالولاية مبينا الدور المحوري الذي تلعبه كردفان في جانب الدعوة وقيادة التغيير بالسودان مؤكدا ان كردفان الكبرى محطة مهمة ورقم يصعب تجاوزه في ظروف الحرب والسلم، ودعا عبدالله مؤسسات التعليم العالي الى ضرورة تقديم رؤية متكاملة لوقف الحرب وإعمار السودان كما اكد ان السودان يحتاج لجهود ابناءه.
وأكد عبدالله انهم في اتم الجاهزية لدعم الحكومة في اي برنامج يدفع الولاية والاقليم الى الامام.
من جانبه عبر عميد كلية الآداب جامعة اللسلام الدكتور حمد احمد رابح عن سعادته بقيام الدورة ومشاركة الواليين في الجلسة الختامية مشيرا لجهود الولاة في قيادة كردفان الى بر الأمان متمنيا من الشعب الوقفة والاسناد كما عبر عن سعادته بتجسيد الدارسين لشعار (كن واعيا) مؤكدا انهم تلقوا جرعات تدريبية تمكنهم من قيادة التدريب بالولاية.
وأشاد رابح بدور والي غرب كردفان الذي قال انه كلف في ظروف صعبة ومعقدة ولكنه استطاع في وقت وجيز من ضبط (ايقاع) الولاية وتشخيص مشكلاتها مشيرا لاهتمامه بإنسان الولاية وتنمية مهاراته باعتبار أن الانسان يمثل محور التنمية المستدامة.
ورحب العميد بوالي شمال كردفان الذي شرف وخاطب اللقاء كما شكر كل من ساهم في انجاح الورشة.
*التوصيات:*
وحصر المتحدث باسم الدارسين كلمته في التوصيات التي خرجت بها الورشة والتي ذكر منها: تشجيع دور مراكز البحوث في الجامعات والمراكز البحثية، بناء قاعدة معلوماتية لتسهيل اتخاذ القرارات وحل المشكلات، أهمية تبني الوالي لبرنامج التدريب وتطوير الذات، التنسيق الجيد مع المنظمات العاملة في المجالات المختلفة، الاستفادة من طاقات الشباب، الأهتمام بالمرأة وقيام مشاريع تستوعب اهتماماتها وأشواقها، الاهتمام بالتعليم وخاصة الفني، انشاء مركز متكامل ومتخصص في داسات السلام وأن يكون له أفرع في المحليات لتقديم خدماته للولاية والمناطق المجاورة وقيام مؤتمر عام لا يستثنى احد تشارك فيه كل التخصصات والخبرات للاتفاق على رؤية موحدة لتنمية ونهضة الولاية.
*استطلاعات:*
ومن خلال الاستطلاعات أوضحت الدارسة الرايا عباس الجلة أن الورشة شملت انشطة متنوعة ذكرت منها طرق الحماية في الحروب والكوارث، كيفية تحريك المجتمعات وتدريبها على المشاريع الاقتصادية الصغيرة، محاربة العادات الضارة، وكيفية قيام ورش أو دورات تدريبية في القرية أو الفريق.
وترى الرايا أهمية قيام اذاعة السلام مشيرة لدورها في بث ثقافة السلام والتسامح بين المجتمعات المحلية، وقدمت الجلة رسالة لأهل كردفان دعت من خلالها لأهمية التسامح والعفو والتسامي فوق الجراحات ونبذ الجهوية والحزبية ووضع الوطن في المقدمة والعمل جميعا من أجل تنمية وإعمار الولاية.
*المحاسبة والمحاكمة:*
في السياق أثني الدارس النور كبير على فكرة التدريب ورفع الوعي للمجتمعات المحلية مؤكدا أن الولاية تعول وبصورة كبيرة على الدارسين بالورشة في قيام ورش مماثلة في محليات الولاية المختلفة وذلك لإعلاء روح التسامح والعفو وتجاوز المرارات وتطييب النفوس وجبر الخواطر ، لكنه شدد على أهمية تشكيل لجان للمحاسبة والمحاكمات العادلة ورد الحقوق لأهلها ليصل المجتمع الى مرحلة العفو العام وعقد مؤتمر جامع لكل أبناء الولاية للتفاكر ووضع خطط محكمة لبناء وتنمية الولاية داعيا الى ضرورة الاستفادة من تجارب الدول التي مرت بظروف مشابهة ونهضت بعد ذلك..معربا عن ثقته في شعب كردفان في تحقيقه لطموحاته وتطلعاته.
*فقرة تكريمية:*
وتخلل الختام جملة من الفقرات المسرحية الهادفة والتكريمية حيث كرمت جامعةالسلام الولاة ومدير جامعة كردفان ومدير جامعة السلام الدارسين المدربين والميسرين وعدد من الذين ساهموا في انجاح الورشة فيما قدم الولاة نماذج من شهادات التدريب للدارسين.
*استضافة وتحية:*
الجدير بالذكر أن مركز دراسات السلام استضاف كلية الآداب ومنحها جناحا كاملا داخل المركز لممارسة نشاطها التدريبي والاكاديمي..
فالتحية لقيادات مركز دراسات السلام والتنمية (الدكاتره الشباب).. الذين ضحوا من أجل ايصال رسالة المركز وظلوا يعملون طيلة ايام الحرب ولم يتوقفوا يوما واحدا رغم استهدافهم من قبل المليشيات (بكاتوشا) راح ضحيتها أحد العاملين في المركز وتأثرت عددا المباني ولكن رغم ذلك واصل المركز تقديم رسالته فالتحية مستحقة لرمانة هذا المركز المدير الشاب الدكتور منتصر حامد بلة وفاكهته وشعلة نشاطه الدكتورة أمل خليل يوسف وأيقونة ابداعه الدكتور المهذب محمد ابراهيم .