خيارات مجلس الأمن الدولي الخمسة: ماهي ؟ ماذا يعني ذلك للسودان؟
أظهرت جلسة مجلس الأمن التي عُقدت يوم الثلاثاء الماضي انقساماً ملحوظاً بين أعضائه حول الإجراءات الواجب اتخاذها لحماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية في السودان.هذا الانقسام قد يؤثر سلباً على إمكانية اعتماد مشروع القرار الذي قدمته كل من بريطانيا وسيراليون، والذي يتضمن توصية بإنشاء “آلية امتثال” تهدف إلى حماية المدنيين وضمان إيصال المساعدات الإنسانية.خيارات مجلس الأمنطلب راديو دبنقا من الأستاذ عمر قمر الدين، وزير الخارجية السابق والخبير في الشؤون الدولية، إبداء رأيه حول الخيارات المتاحة أمام مجلس الأمن لتجاوز الانقسامات بين أعضائه. وأوضح في إجابته أنه ليس لديه معلومات عن أي قرار قيد المناقشة تحت البند السابع، والذي تم الحديث عنه في أوقات سابقة، مشيراً إلى أن هذا الموضوع لم يعد مطروحاً حالياً.كما أشار وزير الخارجية السابق إلى أنه في ضوء الاجتماع الأخير لمجلس الأمن، يمكننا استكشاف مجموعة من الخيارات المحتملة.أشار الوزير السابق إلى أن من بين الخيارات المطروحة أمام مجلس الأمن هو فرض عقوبات على الأطراف المتورطة في النزاع، بما في ذلك الأفراد والمؤسسات والمسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان. وقد تتضمن هذه العقوبات حظر السفر وتجميد الأصول بالإضافة إلى إجراءات عقابية أخرى.وفي حديثه لراديو دبنقا، أوضح عمر قمر الدين أن مجلس الأمن يمكنه اتخاذ قرار بإرسال قوات لحفظ السلام، لكن يبقى السؤال: أين هو السلام الذي يجب الحفاظ عليه، وفقاً لرأيه.وأضاف أن هذا الخيار يبدو مستبعداً، نظراً لفهم آليات تحديد الخيارات داخل مجلس الأمن وصيغ التعامل مع هذا الخيار، سواء كان تحت البند السادس أو السابع، والنقاشات التي تدور حوله داخل مجلس الأمن المصغر أو بين الدول الخمس الدائمة العضوية.انقسام مجلس الأمنأفاد خبير في الشؤون الدولية بأن التوترات بين الدول الخمس دائمة العضوية قد بلغت مستوى يدفع البعض إلى الإشارة إلى انقسامها إلى معسكرين، حيث تتباين المواقف بين الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى.وتوقع عمر قمر الدين أنه في حال تم طرح هذا الموضوع، فلن يتم ذلك في سياق عملية حفظ السلام، بل سيكون الحديث مع الحكومة السودانية كما حدث في السابق، حيث بدأت حكومة البشير برفض نشر قوات دولية في دارفور، لكنها انتهت بالاستجابة للضغوط الدولية.وأضاف وزير الخارجية الأسبق في حديثه لراديو دبنقا أن الوضع الحالي يختلف تمامًا، حيث كانت هناك حكومة واحدة في السابق، بينما اليوم يشهد وجود قوات الدعم السريع وتعقيدات أخرى تتعلق بالوضع الراهن.تأمين وصول المساعدات الإنسانيةولم يستبعد الأستاذ عمر قمر الدين أن يلجأ مجلس الأمن لخيار ثالث هو تعزيز المساعدات الإنسانية وذلك عبر التعاون مع المنظمات الإنسانية لتسهيل وصول المساعدات للمناطق المتضررة مع مطالبة الدول الأعضاء بزيادة مساهماتها لتمويل المساعدات الإنسانية.وتابع قائلا “ثم تطرح بشكل خجول فكرة نشر قوة شرطة بتفويض من مجلس الأمن لتأمين وصول المساعدات للمتضررين من الحرب. على أن تتشكل القوة من الدول الأفريقية وأي دولة أخرى تكون مستعدة للمشاركة في مثل هذه القوة.ويقول عمر قمر الدين، إن هناك خيارا آخر، هو تعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة، إسوة بمبعوثي الدول، وبتكليف يتعلق بالوساطة بين أطراف النزاع وبما يدعم الجهود التي تبذلها عدد من الدول.وأضاف “وفي ذلك يتم تعزيز التعاون مع المنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الأفريقي والجامعة وبما يدعم جهود الوصول إلى سلام في السودان”.