الرؤية نيوز

تصريحات قوية لوزير الخارجية الامريكي عن الازمة السودانية خلال اجتماع مجلس الامن والمندوب الروسي يتبرأ

0

في تصريح قوي، دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الدول التي تقدم الدعم العسكري للأطراف المتنازعة في السودان إلى التوقف عن ذلك، مشدداً على ضرورة استخدام الموارد المتاحة لتخفيف معاناة الشعب السوداني بدلاً من تعميق الأزمات. جاء ذلك خلال كلمته أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث أكد بلينكن على أهمية استخدام النفوذ الدولي لإنهاء النزاع بدلاً من استمراره، مشيراً إلى أن مجرد التعبير عن الاهتمام بمستقبل السودان لا يكفي، بل يجب أن يترافق ذلك مع أفعال ملموسة.
منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023، شهد السودان صراعاً عنيفاً على السلطة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في البلاد. هذا الصراع، الذي جاء في وقت كان يُفترض فيه الانتقال إلى حكم مدني، أسفر عن أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم، مما يستدعي استجابة عاجلة من المجتمع الدولي لمساعدة المتضررين.
في سياق متصل، نفت الإمارات العربية المتحدة تقديم أي دعم عسكري لقوات الدعم السريع، رغم أن خبراء مستقلين من الأمم المتحدة أكدوا موثوقية التقارير التي تشير إلى ذلك. كما أفادت مصادر لوكالة رويترز بأن الجيش السوداني قد حصل على طائرات مسيرة إيرانية الصنع، بينما نفى الجيش السوداني تلقي أي أسلحة من إيران، مما يسلط الضوء على تعقيدات الوضع العسكري والسياسي في السودان.
قدمت روسيا دعماً دبلوماسياً قوياً للسلطات السودانية، حيث استخدمت حق النقض ضد قرار لمجلس الأمن الدولي يتعلق بالسودان في الشهر الماضي، وهو القرار الذي لم يحظ بموافقة الجانبين. هذا الموقف يعكس التزام روسيا بدعم الحكومة السودانية في ظل الأوضاع المتوترة التي تمر بها البلاد، ويعزز من موقفها كحليف رئيسي في المنطقة.
في سياق متصل، أفادت تقارير وكالة رويترز في أكتوبر بأن طائرة تابعة للجيش السوداني، والتي كانت تستخدم لإعادة إمداد القوات، قد أسقطت في شمال دارفور، وكان على متنها طاقم روسي. هذه الحادثة تثير تساؤلات حول الدور الذي تلعبه روسيا في الصراع الدائر في السودان، وتسلط الضوء على العلاقات العسكرية بين البلدين في ظل الظروف الحالية.
من جانبه، نفى السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، بشكل قاطع أي تلميحات تشير إلى أن روسيا تسعى للاستفادة من الصراع القائم بين الأطراف المتنازعة في السودان. وأكد نيبينزيا على التزام بلاده بحماية سيادة السودان، مشدداً على ضرورة عدم تبني حلول أحادية الجانب. في الوقت نفسه، دعا السفير الإماراتي لدى الأمم المتحدة، محمد عيسى أبو شهاب، الأطراف المتحاربة إلى وقف الأعمال العدائية، مشيراً إلى أهمية وضع مصلحة الشعب السوداني فوق الأهداف العسكرية.
تُشير التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة إلى أن حوالي 25 مليون شخص، وهو ما يعادل نصف سكان السودان، في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية. يأتي ذلك في ظل تفشي المجاعة في مخيمات النازحين، حيث اضطر 11 مليون شخص لمغادرة منازلهم بسبب الأوضاع الراهنة.
كما أفادت الإحصائيات بأن نحو ثلاثة ملايين من هؤلاء النازحين قد غادروا السودان إلى دول أخرى بحثًا عن الأمان والموارد الأساسية. تعكس هذه الأرقام الوضع الإنساني المتدهور الذي يعيشه العديد من السودانيين في ظل الأزمات المستمرة.

تسعى المنظمات الإنسانية إلى تقديم الدعم والمساعدة للمتضررين، إلا أن التحديات اللوجستية والأمنية تعيق جهود الإغاثة. في الوقت نفسه، تواصل الأمم المتحدة دعواتها للمجتمع الدولي من أجل تقديم الدعم اللازم لمواجهة هذه الأزمة الإنسانية المتفاقمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.