….
…
اليوم ودعت مدينة الابيض (عروس الرمال) وبعد ثلاث وعشرون شهرا من الاختناق والتطويق الذي مارسه عليها الجنجويد بغية كسر صمودها وضمها لقائمة المدن المنكوبة في السودان ولكن الابيض بهجانتها (أم ريش) ساس الجيش وشعبها الصامد ظلت عصية ومتمردة على التمرد رافضة السير في مضمار الانكسار.. اليوم ودعت الابيض قليل من الرهبة وعانقت التاريخ والبطولات بأمر الصياد الذي دحر التمرد من ودعشانا حتى الابيض واذاقة الويل وسهر الليل…
صمدت الابيض وتم خنقها من كل جانب وحوصرت من كل الاتجاهات وظن المرجفين بأنها ساقطة لا محال ولكنها كانت ترد كل هجوم من الاوباش بنصر خالد وعزيمة لا تلين وظلت الهجانة والمخابرات والعمل الخاص ثالوثا يرهب الاعدا ويخيفهم ونال منهم ما نال..
فتحرك الصياد من تندلتي وتحركت معه العزة والشموخ تختال ضاحكة في رمال كردفان فعادت أم روابة عروس النيم واعطت الابيض ضوءا اخر وأشعلت في النفوس شوقا للتلاقي وتهيئت المدينة العروس لفرح ات.. فكانت معركة تحرير الرهد (قيدومة) العرس الاكبر في عروس الرمال.. ومع الصياد تهللت بشائر النصر ولاحت في الافق نجيمات بعيدة تحمل عزة وشموخ انسان كردفان…. ومن الرهد تحرك اسود الصياد لاصطياد ضباع التمرد عند ابو الغر… فكان الصيد سهلا والطرائد وديعة كالحملان فأنكسرت هيبتهم المزيفة ومرقت انوفهم في التراب وهزم الصياد مرتزقة المليشيا ومطاريد اولاد حمدان وارسل لعملاء نيروبي شهادة وفاتهم ….
قديما دفن المهدي بجيشه الوطني اكثر من 12 الف مقاتل يقودهم امهر الضباط الانجليز (هيكس باشا) في رمال شيكان وذات السيناريو تتكرر فصوله مع ملاقيط (الجنجويد) المقبورين في رمال كردفان…
الصياد نار وشرار والهجانة عزة وشموخ وكبرياء والتقاء العملاقين عند عروس الرمال يصنع من السودان قوة لا تضاهى…. تحرير الابيض يمنحها قوة فوق قوتها ويحولها لمنطقة عسكرية هامة تنطلق منها عمليات تحرير دارفور… فك حصار الابيض يعني تحرير بارا وام قرفة وجبرة الشيخ ورهيد النوبة ليلتقى تحالف الصياد الهجانة مع اسود الصحراء وجيش غرب امدرمان… حينها سيعود طريق الصادرات عملاقا كما كان.. يسهم في الامداد والتشوين لتحرير دارفور ودعم صمود الفاشر…
فك الحصار عن الابيض يعني تحرير الدبيبات وابو زبد والحمادي والقوز والتحام جيش شمال كردفان مع جنوبها عند الدلنج….
ما احلى ساعات اللقاء الهجانة ام ريش بكل جبروتها وقوتها تلتحم مع المارد (الصياد) ويصنعا جدارا مسلح وقوة لا تنكسر…..
فرحة عارمة انتابت اهل كردفان ومدينتهم الحبيبة حرة ابية بلا قيود ولا مهددات وغدا نعود وغدا سنرتدي جلباب النصر ونحمل رايات الفخر بعودة ابو قبة (فحل الديوم) واذنك لحظة واحدة يا ضابط السجن..اتزود بنظرة وارجع انسجن…. الابيض يا اجمل حبيبة وبارا يا الحلوة الرهيبة…بكرة بنجيبك رجالة عزة الوطن المهيبة… يبدا فرح النصر منك… يمشي لام قرفة الحبيبة … اصلو قالو العز كرادفة وتمشي لجبرة الكتيبة…
هجانة فوق وصيادنا فوق ونحن فوق عرنا عمالة ما بتهزنا…
