الرؤية نيوز

احتيال بلمسة زر.. احذروا الجرائم الإلكترونية

0

حذر خبراء الأمن السيبراني من أن الجرائم الإلكترونية أصبحت أكثر سهولة وانتشارًا من أي وقت مضى، حيث تحوّل “اقتصاد الجرائم الإلكترونية” إلى صناعة عالمية متكاملة، توفر أدوات وخدمات إجرامية للبيع في أسواق رقمية سرية، مما يتيح حتى للأشخاص غير المتخصصين أن يصبحوا محتالين محترفين.

لم تعد الجرائم الإلكترونية مقتصرة على أفراد مهرة يعملون في الظلام، بل تحولت إلى شبكات احترافية تدير أعمالها بأسلوب الشركات الكبرى، وفقًا لتقرير نشره موقع “CNBC” واطلعت عليه “العربية Business”.

الجرائم الإلكترونية كخدمة.. تجارة مربحة بلمسة زر
يؤكد نيكولاس كورت، المدير المساعد لمركز الإنتربول للجرائم المالية، أن تنفيذ الجرائم الإلكترونية كان يتطلب سابقًا مهارات تقنية متقدمة، أما اليوم، فأصبح الوصول إلى البيانات الشخصية وتنفيذ الهجمات الاحتيالية أمرًا في غاية السهولة.

يضيف الخبير توني بيرنسايد أن انتشار “الجرائم الإلكترونية كخدمة” (CaaS) أدى إلى ظهور أسواق متخصصة تقدم أدوات قرصنة متطورة للبيع، بما يشمل:

برمجيات الفدية (Ransomware).
أدوات الاختراق المتقدمة.
شبكات الروبوتات (Botnets) لشن هجمات منظمة.
بيانات مسروقة للبيع لأغراض الاحتيال المالي.
تُستضاف هذه الأسواق غالبًا على الشبكة المظلمة (Dark Web)، ومن أبرزها Abacus Market وTorzon Market وStyx، حيث يمكن للمحتالين شراء الأدوات اللازمة لشن الهجمات، مقابل رسوم تُدفع غالبًا بالعملات المشفرة للحفاظ على السرية.

أكبر سوق إجرامي في العالم.. معاملات بالمليارات!
وفقًا لتقرير صادر عن شركة Chainalysis لتحليل العملات المشفرة، فإن بعض هذه الأسواق الإجرامية حققت إيرادات غير مسبوقة.

فعلى سبيل المثال، يُعتبر Huione Guarantee، وهو سوق رقمي مرتبط بمجموعة Huione Group الكمبودية، أكبر منصة إجرامية عبر الإنترنت، حيث بلغت معاملاته المشفرة 70 مليار دولار منذ عام 2021.

تُستخدم هذه المنصة للإعلان عن خدمات غير مشروعة، تشمل:

غسيل الأموال عبر تحويلات معقدة.
الاحتيال الاستثماري وخداع الضحايا بعروض زائفة.
بيع هويات مزيفة لاستغلالها في الجرائم المالية.
ويتم الدفع للوصول إلى مجموعات خاصة على تيليغرام، تديرها عصابات إلكترونية محترفة.

احتيال مدعوم بالذكاء الاصطناعي.. تهديد جديد
مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح الاحتيال أكثر تعقيدًا، حيث يستخدم مجرمو الإنترنت تقنيات مثل:

التزييف العميق (Deepfake) لانتحال الشخصيات في مكالمات الفيديو.
تقنيات استنساخ الصوت لخداع الضحايا في المكالمات الهاتفية.
وفي واحدة من أخطر عمليات الاحتيال، تعرضت شركة في هونغ كونغ لسرقة 25 مليون دولار بعد أن استُخدمت تقنية التزييف العميق لانتحال شخصية المدير المالي خلال اجتماع عبر الفيديو.

كيف يمكن مواجهة هذا الخطر المتصاعد؟
رغم الجهود الدولية لمحاربة هذه الأسواق، إلا أنها غالبًا ما تعود تحت أسماء جديدة وأساليب متجددة، مما يجعل القضاء عليها نهائيًا أمرًا صعبًا.

يؤكد نيكولاس كورت من الإنتربول:
“الجرائم الإلكترونية ليست نوعًا من الجرائم التي يمكنك القبض على مرتكبيها والخروج منها.. يجب التركيز على الوقاية والتوعية لتعزيز الأمن السيبراني.”

وفي مواجهة هذا التهديد، تتجه الشركات نحو:

تعزيز أنظمة الأمن المدعومة بالذكاء الاصطناعي للكشف عن التهديدات مبكرًا.
مراقبة الويب المظلم لتعقب البيانات المسروقة واستباق الهجمات المحتملة.
توعية الأفراد والمؤسسات بمخاطر الجرائم الإلكترونية وأساليب الحماية منها

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.