أجمل عبارة تُجِمِل المشهد الذي تجلى في ولاية الخرطوم.. أمس ولأول مرة منذ 15 ابريل 2023 هبطت طائرة في مطار الخرطوم الذي أغلق منذ صباح ذلك السبت.. طائرة السيد رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بعد سويعات قليلة من استعادته عنوة واقتدارا بواسطة الجيش السوداني والقوات المساندة له.
(الخرطوم حرة).. لأنها فعلا كانت مكبلة بقيود الذل والمهانة لسنتين كبيستين.. شهدت فيهما ما لا عين سودانية رأت ولا أذن سمعت ولا خطر بلقب سوداني منذ فجر تاريخ هذا البلد.. لم تكن مجرد جرائم.. فالجريمة على الأقل بتعريفها العام ترتكب من أجل مصلحة أو هدف محدد.. لكن ما تعرضت له الخرطوم.. كسائر مدن وقرى السودان لم يكن له هدف أو مصلحة.. مجرد هتك لكرامة الانسان السوداني بلا غاية أو سبب..
الحمد لله أن قَصّر عمر ليل الظلم.. بدأت الحرب في رمضان 2023.. وهاهي ترحل في رمضان 2025.. وكان كثير من المراقبين يتوعدوننا بسنين عددا مثل ما تعرضت له شعوب أخرى.. طوت أكثر من عشر سنوات في التشرد والمهانة ولا تزال..
جئنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر..
فالتحدي الآن بناء دولة السودان الحديث..
البناء لا يتحقق بالشعارات و لا الهتافات .. بالتخطيط أولا وثانيا وثالثا.. ثم العمل.
أنعم الله علينا بوطن مترف بالخيرات.. وبدلا من أن نخطط ونعمل ونجتهد لنعظم مكاسبنا.. و نفيض بخيراتنا على العالم أجمع الذي يحتاجنا لسد الفجوة في الغذاء.. أضعنا 70 سنة من عمر الاستقلال حتى اليوم.. في خلافات متوهمة.. ومعارك بلا معترك.. وفي النهاية لم نكسب إلا الدمار والخسارة الماحقة..
(الخرطوم حرة).. يجب أن يتحول إلى رؤية وخارطة طريق.. وخطة استراتيجية تغير الواقع الذي كابدناه.. ولا نزال.
الحمد لله.. الذي مَنّ علينا بالنصر..و أخرجنا من ظلمات الحرب إلى نور السلام..
التيار
