شهادات صادمة … تصفية 133 معتقلاً بسجن سوبا
كشف مصدر عسكري عن وفاة ما لا يقل عن 133 معتقلاً في سجن سوبا بالخرطوم، احتجزتهم قوات الدعم السريع منذ بدء الحرب وحتى سيطرة الجيش على الخرطوم قبل أسبوعين.
وأفاد المصدر أن أغلب الضحايا دُفنوا بالقرب من السجن أو في أماكن مجهولة، ورجّح ارتفاع العدد مع عمليات البحث الحالية عن المفقودين.
وأكد أن الأجهزة الأمنية والشرطية تقوم بالبحث في قوائم المحتجزين والتواصل مع المعتقلين السابقين لمعرفة مصير المفقودين والسجناء السابقين.
وقال أحد المعتقلين، طالباً عدم الكشف عن هويته لـ«سودان تربيون»، إن المعتقلين تعرضوا لظروف قاسية خلال فترات الاعتقال والاحتجاز.
وشملت الانتهاكات التي تعرضوا لها القتل، والتعذيب، والحرمان من الطعام والماء، وإطلاق النار فوق الرؤوس، وإجبارهم على القيام بمهام مختلفة، بما في ذلك تحميل الأسلحة وتنظيفها.
ولم تكشف السلطات حتى الآن عن عدد القتلى الدقيق داخل السجن الذي استخدمته الدعم السريع لاعتقال ضحاياها، إلى جانب مراكز احتجاز واعتقال وتعذيب أخرى.
وفي نهاية يونيو 2024، أفادت تقارير بأن قوات الدعم السريع تحتجز أكثر من 6000 من المدنيين وأفرادًا عسكريين عاملين ومتقاعدين.
وخلص المعتقل السابق الذي أُطلق سراحه بعد سيطرة الجيش على السجن إلى القول إن ضباط استخبارات الدعم السريع كانوا يجرون تحقيقات مع المعتقلين، بحثاً عن معلومات.
وتضمنت المعلومات المطلوبة خلال هذه التحقيقات بحسب المعتقل، عناوين سياسيين وقادة مدنيين من مختلف التوجهات في جميع أحياء العاصمة الخرطوم، بالإضافة إلى عناوين عسكريين، ولجان المقاومة، وأنصار النظام السابق، والعاملين في المجال الإنساني، والمحامين، والصحفيين.
وأكد المعتقل أن المسؤولين في السجن آنذاك نفذوا إعدامات رميًا بالرصاص مباشرة داخل غرف التحقيق بحق العديد من الذين رفضوا التجاوب مع الأسئلة أو المعترضين على طريقة وأسباب الاعتقال او الاتهامات المصوبة اليهم.
وقالت سناء (م) وهي شقيقة معتقل تمت تصفيته في سجن سوبا، المقر الرئيسي السابق للاعتقال في الخرطوم، إن شقيقها قُتل داخل السجن في الفترة بين يونيو ويوليو من العام الماضي.
وتلقت أسرته، النبأ الحزين من أحد المعتقلين الذين أُفرج عنهم لاحقًا في سبتمبر الفائت.
وذكرت أن المعتقل الذي رافقه خلال اعتقاله نقل إليهم تصفية شقيقها، الذي كان يعمل في تجارة السيارات، حيث رفض الحديث والإدلاء بمعلومات خلال الاستجواب.
وقالت إن شقيقها اعتُقل في مايو المنصرم بعد عودته إلى الخرطوم ومحاولة معرفة مصير تجارته ومعرض سياراته، حيث اعتقله جنود الدعم السريع في منطقة سوبا.