الرؤية نيوز

مشهد يفطر القلوب.. أم فلسطينية تستقبل جثامين أطفالها الـ9 المتفحمين في غزة

0 46

متابعة:الرؤية نيوز
في مشهد يفوق الوصف ويفطر القلوب، استقبلت الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار، أخصائية طب الأطفال في مستشفى التحرير بمجمع ناصر الطبي، جثامين تسعة من أطفالها وقد تفحمت أجسادهم بالكامل، بعد أن قضوا في غارة إسرائيلية عنيفة استهدفت منزل العائلة في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

دقائق فصلت بين الوداع والمجزرة

كانت الطبيبة آلاء قد غادرت منزلها صباحًا برفقة زوجها الدكتور حمدي النجار، الذي أوصلها إلى عملها في المستشفى، ثم عاد إلى المنزل. لم تمر سوى دقائق قليلة على وصوله حتى انهالت القذائف الإسرائيلية على المنزل، ما أسفر عن مذبحة مروعة راحت ضحيتها تسعة من أطفالهم دفعة واحدة.

أسماء من نور.. ارتقوا إلى السماء بصمت

الضحايا الأطفال هم: يحيى، ركان، رسلان، جبران، إيف، ريفان، سيدين، لقمان، وسيدرا. أما الطفل العاشر، آدم، فقد نجا من الموت لكنه أصيب بجروح، بينما أصيب الوالد الدكتور حمدي بجراح خطيرة أدخلته العناية المركزة، ليبقى الأمل معلقًا بين الحياة والموت.

مشهد الدمار.. ووثيقة الألم
نشر الدكتور منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في غزة، تسجيلًا مصورًا من داخل المنزل المدمر للعائلة، موثقًا حجم الفاجعة، وكتب على منصة “إكس”: “الكلمات تعجز عن وصف هذا المشهد. الطبيبة آلاء النجار، التي تفني حياتها لعلاج الأطفال، فقدت تسعة من أبنائها دفعة واحدة.”

غزة تحترق.. والسماء تمطر صواريخ
المأساة التي حلت بعائلة الطبيبة آلاء تأتي في سياق كارثي مستمر تشهده غزة منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي، حيث أعلنت وزارة الصحة أن عدد الأطفال الذين استشهدوا منذ بداية الحرب تجاوز 16,500 طفل، فيما بلغ إجمالي عدد الشهداء أكثر من 53,000، من بينهم أكثر من 3,300 منذ استئناف الهجمات في 18 مارس.

كارثة إنسانية لا تتوقف
برنامج الأغذية العالمي أعلن أن أكثر من 70 ألف طفل في غزة يعانون من سوء تغذية حاد، في حين ذكرت تقارير رسمية وفاة 58 شخصًا بسبب الجوع، و242 آخرين بسبب نقص الغذاء والدواء. هذه الأرقام المفجعة تعكس حجم الكارثة الصحية والمعيشية التي تعاني منها غزة وسط حرب لا تميز بين بيت وملجأ، ولا بين طفل وطبيب.

المساعدات الدولية.. تأجيل وارتباك
في خضم هذه المأساة، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن تأجيل تفعيل آلية توزيع المساعدات الأميركية بسبب ما وصفته بـ”أسباب لوجستية”، بينما شككت وكالة أونروا في جدوى خطة المساعدات الإنسانية الجديدة، معتبرة أنها “لن تنجح في ظل الواقع الميداني الحالي.”

الأطباء.. شهداء وأبطال
ورغم المصائب التي تطالهم شخصيًا، لا يزال الطاقم الطبي في غزة، ومنهم الطبيبة آلاء النجار، يواصلون العمل في ظروف أشبه بالجحيم. فبينما تفقد آلاء أطفالها، تعود إلى غرف الطوارئ لإنقاذ أطفال غيرها، في مفارقة موجعة تختزل إنسانية الفلسطينيين وإصرارهم على البقاء رغم الألم والموت.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.