المال يتكلم… وناس الكورة برّه الملعب!!
العمود الحر
عبدالعزيز المازري
المال يتكلم… وناس الكورة برّه الملعب!!
أعلنت الجريدة الرسمية لنادي الهلال عن قرار مجلس الإدارة بتكليف الرئيس هشام السوباط ونائبه إبراهيم العليقي بملف الإحلال والإبدال في الفريق. وبقدر ما يبدو القرار خطوة نحو التقدّم، إلا أنه يعاني من نقص فني واضح. نعم، من حيث الإمكانيات المالية والدعم الإداري، قد يكون الأمر مقبولًا، لكن من حيث الرؤية الفنية المتكاملة والتخطيط الرياضي الجاد، لا تزال الفجوة واسعة.
طالبنا مرارًا وتكرارًا بإشراك أبناء الهلال في هذا الملف، وبإدخال المدرب نفسه ضمن دائرة القرار، وإعادة هيكلة قطاع الكرة ليضم كفاءات فنية مؤهلة. فالمسألة لا تتعلق بمجرد التعاقد مع لاعب أو إعلان صفقة في مؤتمر صحفي. لم تعد فرحة شعب الهلال معلّقة بتوقيع محترف أجنبي جديد. لدينا اثنا عشر لاعبًا أجنبيًا، ومع ذلك لا نملك هوية واضحة، ولا إنجازًا حقيقيًا يليق بهذا الكم من الصرف، بينما اللاعب الوطني يُهمّش بلا مبرر.
ما نحتاجه اليوم هو **عقل جماعي**، لا قرار فردي. دائرة فنية واسعة لا تُدار عبر رسائل “الواتساب”. دعم للمدرب لا حصارًا له. توفير أدوات النجاح، لا تعليق الفشل على كتفيه بعد كل إخفاق.
وقد علمنا من مصادر موثوقة أن نادي الهلال توصل إلى اتفاق رسمي مع المدرب الروماني **لاورنتيو ريجيكامب** لقيادة الفريق في المرحلة القادمة خلفًا للكونغولي فلوران إبينيغي. ويمتلك المدرب الجديد سيرة محترمة في المنطقة العربية، حيث درّب أندية كبرى مثل الهلال السعودي، والأهلي، والترجي التونسي، وينتظر إعلان التعاقد رسميًا من القاهرة.
لكن الغريب أن فلوران لا يزال على رأس الجهاز الفني “إداريًا”، وقد مُنح إجازة مفتوحة حتى نهاية عقده، في انتظار أن يغادر بهدوء حتى لا يدخل النادي في متاهة تعويضات. هذا النوع من الرحيل الصامت لا يخدم الاستعداد الجاد للموسم الجديد، بل يؤكد أن قرار الإقالة لا يزال محبوسًا في أدراج التردّد.
نرحّب بالمدرب الجديد، ونتمنى له التوفيق، لكن الأهم من التعاقد هو **تغيير بيئة العمل التي فشلت مع سابقه**. فلو لم تتغيّر البنية الإدارية والفنية، سنعود إلى ذات الدائرة: مدرب جديد، موسم مرتبك، ثم جمهور غاضب!
أما من يُروّجون لاستمرار فلوران تحت لافتة “الاستقرار”، فإنهم يتناسون أنه حصل على أطول فترة تدريب في تاريخ الهلال، قاربت ثلاث سنوات، ومع ذلك خرجنا من كل المحطات الكبيرة خاليي الوفاض. فالعبرة ليست بطول البقاء، بل **بمقدار التطور والنتائج**. والمدرب الذي لا يستطيع تجاوز محطته الأخيرة، لا يستحق تذكرة جديدة على حساب طموحات الجماهير.
**كلمات حرّة:**
* أي إحلال بلا فكر فني، هو استبدال عشوائي بمظهر احترافي كاذب.
* لا جديد تحت الشمس إن كانت ذات الوجوه تُدير ذات الملفات بذات الطريقة!
* الهلال لا يحتاج لأسماء مدربين… بل إلى **هيكل فني مستقل يملك قرار التقييم.**
* المحترف الأجنبي ليس تذكرة عبور للبطولات… بل قد يكون **عبئًا فاخرًا ومكلفًا.**
* من يطالب الكاف بزيادة الجوائز، عليه أولاً أن يشرح **أين ذهبت أموال الروابط والتبرعات ؟**
* حين سُئلوا عن الاستثمار… قدّموا دفتر الإيجارات للدكاكين ! وكأن الهلال سوق لا نادٍ محترف.
* ملف روابط الخارج ظل معتماً، والتقارير المالية غائبة… من يجرؤ على الشفافية؟
* ترشيح البروف وسحبه فجأة… مشهد يليق بالعبث لا بمؤسسة كبرى.
* الأمانة العامة حاضرة في الشكليات، غائبة عن الفعل… **وجودها لا يقدّم ولا يؤخّر!**
* من يُحاسب الكاف، فليبدأ أولًا بمراجعة دفاتره أمام جمهور ناديه!
**كلمة حرّة أخيرة:**
الهلال اليوم يشبه مطبخًا فخمًا… الشيف راحل، والبديل في الطريق، لكن الطباخين من حوله لا يميزون بين الملح والسكر!
كورة سودانية