موجة هروب جماعي تضرب الدعم السريع في هذه المنطقة
أفادت مصادر ميدانية ومحلية موثوقة أن عناصر فارّة من المعركة الأخيرة في الفاشر بدأت في عرض أسلحتها للبيع، علنًا أو سرًّا، في القرى والأحياء المحيطة. بحسب شهود عيان، فإن بعض العناصر المنسحبة من محاور القتال ظهرت خلال اليومين الماضيين وهي تروج لبيع بنادق كلاشنيكوف وذخائر وأجهزة اتصال، بأسعار منخفضة، في محاولة للتخلص من أي دليل على انتمائهم للمليشيا، خاصة بعد الهزيمة القاسية التي تلقوها على يد القوات المسلحة السودانية في المعركة الفاصلة داخل المدينة. واضاف الشهود لم نرَ من قبل هذا الكم من الهاربين الذين لا يملكون إرادة للقتال… بعضهم يطلب المأوى، وبعضهم يعرض السلاح مقابل المال أو الطعام”. هذه الخطوة، التي توصف بأنها غير مسبوقة في سجل مليشيا آل دقلو، تشير إلى زهد واضح في خوض المعارك واستمرار القتال، بل وتؤكد ما تم تداوله مرارًا من أن أغلب المجندين ضمن صفوف الدعم السريع يخوضون الحرب مكرهين، تحت ضغط الإكراه القبلي أو المادي، دون إيمان فعلي بالقضية أو أهداف القيادات العليا. ويقول خبير عسكري سوداني في تحليله بيع السلاح بعد الهروب من المعركة هو مؤشر انهيار معنوي كامل، ومؤشر على أن هؤلاء المقاتلين لم يعودوا يرغبون في أن يكونوا جزءًا من المليشيا. هذا تحوّل خطير، ويجعل المليشيا مكشوفة في محيطها حتى من داخلها”.