مطار الخرطوم يخرج من رماد الحرب.. أول هبوط رسمي بقيادة البرهان
متابعة:الرؤية نيوز
وصل رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى العاصمة الخرطوم، حيث حطّت طائرته الرئاسية على مدرج مطار المدينة في زيارة هي الأولى من نوعها منذ استعادة الجيش السيطرة على العاصمة في مايو الماضي. وفور وصوله، توجّه البرهان إلى مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، حيث أجرى جولة تفقدية واطّلع على تقرير مفصل حول الأوضاع الأمنية الراهنة وجهود القوات المسلحة في إطار ما يُعرف بـ”حرب الكرامة الوطنية”، بحسب ما أفاد به الناطق الرسمي باسم الجيش.
وكان في استقبال البرهان رئيس هيئة الأركان الفريق أول محمد عثمان الحسين وعدد من كبار القادة العسكريين، الذين قدموا له إيجازًا حول سير العمليات العسكرية في مختلف الجبهات، لا سيما في العاصمة التي شهدت خلال الأشهر الماضية مواجهات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وفي تطور لافت على الصعيد الأمني، أصدر البرهان توجيهات بإخلاء العاصمة الخرطوم من جميع التشكيلات العسكرية والكيانات المسلحة خلال أسبوعين، في خطوة تهدف إلى إعادة الاستقرار وتهيئة الظروف لعودة المواطنين إلى مناطقهم التي تضررت بفعل الحرب. القرار يشمل تفريغ المدينة من القوات النظامية والمجموعات المسلحة غير النظامية، بما في ذلك الوحدات التابعة للحركات المسلحة التي شاركت في العمليات القتالية إلى جانب الجيش.
ولتفعيل القرار، تم تشكيل لجنة خاصة برئاسة عضو مجلس السيادة الفريق إبراهيم جابر، تتولى الإشراف على تنفيذ عملية الإخلاء بالتنسيق مع رئاسة هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة. وتتمثل أبرز مهام اللجنة في تهيئة البيئة الأمنية المناسبة لعودة سكان ولاية الخرطوم، وضمان خروج كافة القوات المقاتلة من المدينة خلال المهلة المحددة.
ويأتي هذا التحرك في ظل تصاعد شكاوى المواطنين من تدهور الوضع الأمني في العاصمة، حيث لا تزال مجموعات مسلحة تجوب الشوارع وتُتهم بارتكاب عمليات نهب وسرقة واسعة، مستغلة ضعف أداء الشرطة وحالة الفراغ الأمني. كما عبّر سكان محليات الخرطوم عن قلقهم من استمرار وجود عناصر مسلحة في الأحياء السكنية، ما يعيق عودة الحياة الطبيعية ويُفاقم من معاناة المدنيين.
ويُنظر إلى قرار البرهان على أنه محاولة جادة للحد من الفوضى الأمنية التي تعصف بالعاصمة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، ويمثل خطوة أولى نحو إعادة بناء الثقة بين الدولة والمواطنين، وتهيئة الأرضية لمرحلة انتقالية أكثر استقرارًا.