الهلال يحتاجكم.. والنخبة أمامكم
العمود الحر
عبدالعزيز المازري
الهلال يحتاجكم.. والنخبة أمامكم
في لحظة مفصلية مثل هذه، لا وقت للتبرير ولا مجال للاختباء خلف المكاتب. الهلال في قلب السباق، والموسم لم يُحسم بعد، والجمهور ينتظر رؤية مجلسه حاضرًا بكامله، لا غائبًا بأكمله.
ما مضى من أخطاء معلوم، والانفراد بالقرار واضح، لكن المرحلة تتطلب تجاوز العثرات لا اجترارها. الوقت للعمل لا للتوثيق. الهلال الآن لا يتحمل المزيد من الانقسام، ولا المزيد من العبث الإداري الذي حوّل المؤسسة إلى صالة انتظار، وترك فردًا يتولى كل شيء.
اليوم عاد المحترفون. حضر جان كلود، وبن زيتون، وأحمد سالم، حتى شقيق سالم حضر من موريتانيا، بينما المجلس بكل هيبته وغُرفه وعضويته لم يظهر له أثر. لا أحد في الدامر، لا أحد في بربر، لا أحد في عطبرة! فمن يُفترض أن يدير هذا النادي؟ ومن يُفترض أن يقف خلف اللاعبين؟ ألهذا الحد صار الغياب عادة؟ وصار الدعم مجرد حوالة مالية لا روح فيها ولا قيمة؟
المريخ الذي يتلقى الدعم من الاتحاد واللجان والمصاطب، نصب نفسه بطلًا للنخبة مبكرًا، ووجد طريقه ممهّداً بلا عناء. فهل ستكتفون أنتم بالمراقبة من بعيد؟ هل سترضون أن يُزيّن غيركم مشهد البطولة وأنتم في عز الانكفاء؟ الهلال لا يعرف المشاركة من أجل الشكليات، ولا يعرف التمثيل الشرفي. الهلال حين يدخل، يدخل من أجل الفوز فقط… هكذا علّمنا التاريخ وهكذا تعرّفنا عليه.
اعكسوا المشهد.
اقلبوا الطاولة.
أعيدوا بطولة الهلال المحببة إلى مكانها الصحيح،
فالهلال الذي تُرك للمجهول في النخبة الماضية، لا يستحق أن يُترك مجددًا.
الجماهير تنتظركم، لا بياناتكم.
اللاعبون يحتاجون مجلسًا بكامل هيبته لا تغريدات باردة من غرف مغلقة.
النادي الآن يحتاج لمن يُذكّره أنه ما زال مؤسسة لا دكانًا خاصًا.
من ظن أن العليقي قادر وحده على حمل كل شيء، فقد أساء له قبل أن يُسيء للهلال. ومن رضي بهذا الغياب، فعليه أن يعيد النظر في فهمه لمعنى المسؤولية.
إن لم يكن في عطبرة حضور… فأين يكون؟
وإن لم يكن وقت النخبة وقتكم… فمتى يكون وقتكم؟
لا أحد يُطلب منه المستحيل. فقط الحضور، فقط الرجولة، فقط الإحساس بأن الهلال لا يجب أن يُترك مهما كانت الخلافات.
**كونوا حضورًا قويًا في مباراة الهلال والمريخ الأبيض.**
هذه المباراة هي خير دعم للجهاز الفني واللاعبين.
نريد أهدافًا كثيرة تُشعل حماس الفريق وتُطهّر الروح مع متذيل الدوري بلا نقاط، رغم تعادله مع المريخ بقرار لجان منحهم الأفضلية.
اجعلوا من هذه المباراة مطرًا من الأهداف، شهية للفوز في اللقاء القادم أمام المريخ، ولتحقيق البطولة التي تستحقونها بجدارة وانتزاعها من كل منافس.
* إليكم أيها المجلس…**
لا تتركوا الهلال لرامي والعليقي، فقد طال صمتكم وشبعنا من مشروع “الكل في الكل”!
المجلس ليس شخصًا ولا ثنائيًّا… المجلس أنتم جميعًا!
فليتحرك الفاضل التوم، وبروف حسن، ودكتورة نوال، وعمار الزبير، وعلم، وطاره.
الحقوا بعلم وطاره في السودان، وليكن على رأس المقدمة السوباط، فالرجل لا يبعد إلا كيلومترات قليلة في بورتسودان!
اتركوا خلافات المجلس جانبًا، فالهلال الآن يُهاجَم من كل الجهات:
من المريخ، من الاتحاد، من لجان مشحونة، من حكام، من إعلام موجه، من جماهير مستفزة…
زعيم البلد يُستهدف، والهلال ليس “عزبة”، بل إرث وتاريخ… فلا تكونوا ضيوف شرف في عزاء الكرامة الهلالية!
**كلمات حرة:**
* الدعم ليس شحن أجانب، بل شحن معنويات.
* جان كلود وصل… وأنتم متى؟
* الهلال لا يريد مجلس ظل… يريد مجلس فعل.
* الجماهير كمدت الحزن بما يكفي، وتستحق أن ترى من انتخبتهم على خط النار لا خلف جدار الصمت.
* من يخشى عطبرة… لا يستحق أن يكتب اسمه في سجل الهلال.
**كلمة حرة أخيرة:**
حين يتحول الهلال إلى “ملكية مشتركة” بين العليقي ورامي، ويغيب البقية، فاعلموا أن الخلل ليس في الأفراد… بل في غياب المؤسسة نفسها!
المصدر صحيفة كورة سودانية