أصدرت قيادة الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بيانًا أمنيًا دعت فيه المواطنين إلى اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر خلال ساعات الليل، مع الامتناع عن استخدام الإضاءة في المنازل والشوارع، وذلك في إطار تدابير احترازية تهدف إلى تقليل فرص الاستهداف المحتمل من قبل قوات الدعم السريع التي تفرض حصارًا خانقًا على المدينة منذ مايو من العام الماضي. ويأتي هذا التنويه في ظل تصاعد العمليات العسكرية وتدهور الوضع الأمني، حيث تسعى القوات المسلحة إلى تعزيز إجراءات الحماية للسكان والممتلكات في ظل ظروف الحرب المستمرة.
الفرقة السادسة أكدت في بيانها الصادر مساء السبت 26 يوليو 2025، أن القوات المسلحة السودانية، مدعومة بالقوة المشتركة، حققت تقدمًا ميدانيًا ملموسًا في محوري كردفان ودارفور، مشيرة إلى أن وحداتها تواصل القتال بثبات وإصرار لحماية مدينة الفاشر من محاولات الاختراق والاعتداء. وأوضحت القيادة أن الجيش يخوض معركته رقم 208 في الفاشر، ويُظهر صمودًا أسطوريًا في مواجهة الحصار، مؤكدة أن المدينة لن تُسلم إلا على الأجساد، في رسالة تعكس تصميم القوات على الدفاع عن السيادة الوطنية.
في سياق متصل، أعلنت غرفة طوارئ مخيم أبو شوك بمدينة الفاشر عن نفاد السلع الغذائية وخدمات الصحة في الأسواق المحلية، وسط ارتفاع غير مسبوق في الأسعار، حيث بلغ سعر جوال الدخن 4.3 مليون جنيه سوداني، ما يعكس حجم الأزمة الإنسانية التي تعاني منها المدينة المحاصرة. وأفادت الغرفة بأن المطابخ الجماعية التي تعتمد على هذه السلع لتوفير الطعام للنساء والأطفال باتت عاجزة عن الاستمرار في ظل شح الموارد وغياب الإمدادات.
وأطلق متطوعون نداءات استغاثة يوم الجمعة الماضي، محذرين من تفاقم الوضع الإنساني في المدينة، ومؤكدين أن الحصار المفروض من قبل قوات الدعم السريع أدى إلى توقف شبه كامل في حركة الأسواق، وانهيار الخدمات الأساسية، مما ينذر بكارثة إنسانية وشيكة ما لم يتم التدخل العاجل لفك الحصار وتوفير المساعدات الضرورية للسكان.
