متابعة:الرؤية نيوز
في خطوة دبلوماسية تحمل دلالات استراتيجية، يستعد رئيس الوزراء السوداني المعين من قبل الجيش السوداني كامل إدريس للقيام بزيارة رسمية إلى جمهورية مصر العربية يوم الخميس، وهي أول زيارة خارجية له منذ توليه رئاسة الحكومة التي جاءت في أعقاب الترتيبات العسكرية الأخيرة في السودان. الزيارة المرتقبة تأتي في ظل ظروف سياسية وأمنية دقيقة تمر بها البلاد، وتشكل فرصة مهمة لإعادة بناء العلاقات الإقليمية وتعزيز التنسيق الثنائي بين الخرطوم والقاهرة.
البرنامج الرسمي للزيارة يتضمن لقاءً موسعًا بين إدريس ونظيره المصري مصطفى مدبولي، حيث من المتوقع أن يناقش الطرفان تطورات الحرب الدائرة في السودان، وانعكاساتها على المشهد السياسي الداخلي، إضافة إلى بحث آليات إعادة إعمار المناطق المتضررة من النزاع المسلح. وتكتسب هذه الملفات أهمية بالغة في ظل التحديات الإنسانية والاقتصادية التي تواجهها الحكومة السودانية، والتي تسعى إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لتجاوز آثار الحرب.
كما تشمل أجندة المباحثات الثنائية أوضاع الجالية السودانية المقيمة في مصر، وسبل تحسين ظروفها المعيشية، إلى جانب مناقشة تسهيلات جديدة لحركة العاملين في قطاعي النقل والسفر بين البلدين. ويُنتظر أن تشهد اللقاءات الرسمية دفعًا لمشروع الربط الكهربائي بين السودان ومصر، الذي يمثل أحد أبرز مشاريع التعاون الاستراتيجي، فضلاً عن توسيع مجالات الاستثمار المشترك في القطاعات الزراعية والصناعية، بما يعزز التكامل الاقتصادي بين البلدين.
الحكومة المصرية، من جانبها، جدّدت تأكيدها على دعم السودان في الحفاظ على وحدته الوطنية وسلامة أراضيه، مشيرة إلى التزامها الكامل بمساندة جهود تحقيق السلام والاستقرار في البلاد. هذا الموقف يعكس حرص القاهرة على لعب دور فاعل في دعم التحول السياسي في السودان، والمساهمة في استعادة الأمن والتنمية في المناطق المتأثرة بالنزاع.
وتأتي هذه الزيارة في سياق تنامي العلاقات السياسية والاقتصادية بين السودان ومصر، في وقت يواجه فيه البلدان تحديات إقليمية ودولية متشابكة، تتطلب تنسيقًا عالي المستوى لمواجهتها. ويُنظر إلى هذه الزيارة على أنها محطة مفصلية في مسار العلاقات الثنائية، وفرصة لإعادة صياغة التعاون المشترك بما يتناسب مع المتغيرات الراهنة في المنطقة.
