البرهان يطلق عهده النهائي ضد المليشيا
أكد رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، أن دماء شهداء قرية ود النورة وكل الشهداء السودانيين لن تذهب هدرًا، متعهّدًا بمواصلة القتال حتى القضاء التام على ما وصفه بالتمرد، مؤكدًا أن المعركة لن تتوقف إلا بعد دحر آخر متمرد على أرض السودان.
وشدد البرهان خلال زيارته لقرية ود النورة على أن العهد مع الشهداء قائم، وأن القوات المسلحة لن تضع السلاح إلا بعد استئصال هذا التمرد والعدوان، قائلًا: “نهاية هذه الحرب ستكون بالقضاء على آخر متمرد”.
البرهان يقدم عزاء ووفاء للشهداء
زار البرهان أمس قرية ود النورة بولاية الجزيرة، حيث قدم واجب العزاء في شهداء المجزرة التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع في 5 يونيو 2024، وأسفرت عن استشهاد أكثر من مئة مواطن وسقوط عشرات الجرحى في واحدة من أبشع الجرائم ضد المدنيين العزّل.
وأكد رئيس مجلس السيادة أن الزيارة تأتي وفاءً لوعد سابق قطعه لجرحى المنطقة، وردًا للجميل لأهالي ود النورة الذين ضربوا أروع أمثلة في الصمود والفداء، مضيفًا: “نحمد الله أن في بلادنا رجالًا ونساءً مثل أهل ود النورة، هذه الدماء الطاهرة لن تذهب هباء”.
التحية لصمود المدن السودانية
وجه البرهان التحية لمواطني الفاشر وكادوقلي والدلنج وبابنوسة، مشيدًا بصمودهم وثباتهم في وجه الهجمات، ومؤكدًا أن القوات المسلحة السودانية ستصل إليهم وتساندهم قريبًا، وأن النصر سيكون حليف الشعب السوداني.
ترحيب شعبي حاشد
استُقبل البرهان بحشد جماهيري كبير من أهالي ود النورة الذين هتفوا بشعارات تؤكد وحدة الصف الوطني، أبرزها “جيش واحد، شعب واحد”. وقد تفاعل البرهان مع المواطنين وتعهد بحل مشكلات المنطقة بشكل جذري، كما أعلن تصديقه على مشروع إنشاء وسفلتة طرق لربط ود النورة بالطرق القومية، مما يساهم في فك العزلة عن القرية ويدعم التنمية فيها.
جريمة هزت الضمير الإنساني
يذكر أن قرية ود النورة تعرضت في يونيو الماضي لانتهاكات مروعة من قبل قوات الدعم السريع، حيث شنت المليشيا هجومًا وحشيًا على السكان المدنيين، راح ضحيته عشرات الشهداء من الأبرياء، في جريمة أدانها المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان.
وقد وثّقت تلك المنظمات أن الهجوم وقع في منطقة مدنية خالية من الوجود العسكري أو الأمني، مما يجعل الجريمة اعتداءً مباشرًا على السكان العزل، ويتنافى مع قواعد القانون الدولي الإنساني.
الحدث الذي غيّر المعادلة
أثارت أحداث ود النورة موجة من الغضب العارم داخل الشارع السوداني، ودفعت العديد من المواطنين في ولايات أخرى إلى إعلان حالة الاستنفار والاستعداد للدفاع عن أنفسهم ضد المليشيات. وكانت الجريمة نقطة تحول دفعت العديد من المناطق إلى حمل السلاح، وأسهمت بشكل كبير في طرد المليشيا من ولايات الجزيرة والخرطوم وسنار والنيل الأبيض.
صوت المعركة ما زال يتردد
زيارة البرهان تأتي في ظل تصاعد العمليات العسكرية وتقدم القوات المسلحة في عدد من الجبهات، خاصة بعد النجاحات التي حققتها في ولاية الجزيرة. ويرى مراقبون أن الزيارة تحمل رسالة سياسية وعسكرية بأن ود النورة ليست منسية، وأن السودان كله جسد واحد في مواجهة ما يصفه المواطنون بـ”العدوان الغاشم”.
نبض السودان