أثار تطبيق «إنستجرام» جدلاً واسعًا خلال الأيام الماضية، بعد إطلاقه ميزة جديدة تحمل اسم «خريطة الأصدقاء» (Friend Map) تتيح مشاركة الموقع الجغرافي للمستخدمين، ما دفع كثيرين إلى التحذير من خطورتها على الخصوصية، وسط مخاوف من أن تؤدي هذه الخاصية إلى كشف أماكن تواجد المستخدمين دون علمهم
الميزة، التي أطلقتها المنصة المملوكة لشركة «ميتا» يوم الأربعاء الماضي، تشبه في فكرتها خدمة يقدمها تطبيق «سناب شات» منذ عام 2017، حيث تتيح للأصدقاء الاطلاع على مواقع بعضهم البعض عبر خريطة تفاعلية.
لكن المفاجأة جاءت لدى عدد من المستخدمين الذين اكتشفوا أن مواقعهم الجغرافية كانت مفعّلة وتظهر للآخرين، وفق ما أظهرته منشورات حققت انتشارًا كبيرًا على منصات التواصل
شهادات صادمة من مستخدمين
من بين تلك الشهادات، كتبت ليندسي بيل، إحدى مستخدمات «إنستجرام»، أنها فوجئت بظهور عنوان منزلها لجميع متابعيها، بعدما كانت ميزة مشاركة الموقع مفعّلة دون أن تدرك ذلك. وقالت إنها أوقفت الخاصية فور معرفتها، مؤكدة أنها شعرت باشمئزاز شديد من الأمر.
أما كيلي فلاناغان، نجمة برنامج الواقع الأميركي «ذي باتشلر»، فقد وصفت الميزة الجديدة بأنها «خطيرة»، ونشرت مقطع فيديو عبر «تيك توك» قدمت فيه شرحًا تفصيليًا لكيفية التأكد من إيقاف هذه الخاصية، محذرة متابعيها من تركها مفعّلة
رد «إنستجرام» وتوضيح رسمي
وفي مواجهة هذا الجدل، نشر آدم موسيري، الرئيس التنفيذي لـ«إنستجرام»، توضيحًا على منصة «ثريدز» التابعة لـ«ميتا»، أكد فيه أن ميزة مشاركة الموقع مُعطّلة افتراضيًا، ولا يمكن تفعيلها إلا بإرادة المستخدم. وأوضح أن مشاركة الموقع لا تتم إلا مع مجموعة محدودة من الأشخاص الذين يختارهم المستخدم بنفسه، مشددًا على أن تفعيل الميزة أمر اختياري بالكامل
وأضاف موسيري: «لن تتم مشاركة موقعك إلا إذا قررتَ ذلك، وفقط مع من تختار من أصدقائك، والميزة مغلقة تمامًا بشكل افتراضي»
الهدف المعلن من الميزة
وأشارت «إنستجرام» في منشور على مدونتها الرسمية إلى أن «خريطة الأصدقاء» تم تطويرها كوسيلة لتعزيز التواصل بين الأصدقاء، من خلال مشاركة الصور والمحتوى من أماكن مميزة يزورونها. كما أوضحت الشركة أن للمستخدم حرية اختيار الأشخاص الذين يود مشاركة موقعه معهم، مع إمكانية إيقاف الخاصية في أي وقت
خلفية من القلق بشأن الخصوصية
تأتي هذه المخاوف في وقت حساس بالنسبة لشركة «ميتا»، التي تواجه انتقادات متكررة بشأن تعاملها مع بيانات المستخدمين. فقد شهد الأسبوع الماضي صدور حكم من هيئة محلفين فيدرالية في سان فرانسيسكو، لصالح نساء اتهمن الشركة باستخدام بيانات حساسة تتعلق بصحتهن الإنجابية
ووفقًا لشركة «لاباتون كيلر سوتشارو» للمحاماة التي مثلت المدعيات، فقد خلصت هيئة المحلفين إلى أن «ميتا» جمعت بيانات سرية من تطبيق «فلو» (Flo) المتخصص في تتبع الدورة الشهرية ومحاولات الحمل، واستغلتها في تحسين استهداف الإعلانات المربحة، رغم علمها بحساسية هذه المعلومات. وأظهرت الأدلة أن بعض موظفي الشركة تعاملوا مع هذه البيانات بأسلوب ينم عن استخفاف بطبيعتها
دعوات لتوخي الحذر
مع تزايد هذه المخاوف، دعا خبراء الخصوصية مستخدمي «إنستجرام» إلى مراجعة إعدادات حساباتهم، والتأكد من تعطيل ميزة مشاركة الموقع، خاصة في ظل تزايد حالات تتبع البيانات على منصات التواصل الاجتماعي. كما شددوا على أهمية الوعي بكيفية عمل هذه الخصائص وعدم الاكتفاء بالافتراض بأنها معطلة بشكل دائم.
