
لحظة مفصلية في تاريخ الجيش السوداني
متابعة:الرؤية نيوز
أصدر رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، قرارًا بإحالة عدد من كبار الضباط إلى المعاش، مع ترقية عدد آخر داخل صفوف الجيش، في خطوة وُصفت بأنها لحظة مفصلية في تاريخ القوات المسلحة، لما تحمله من دلالات على مستوى القيادة والتغييرات الجارية في المؤسسة العسكرية.
وأثار القرار تفاعلات واسعة في الأوساط العسكرية والسياسية، حيث اعتُبر تقديرًا مستحقًا لعدد من القادة الذين قدموا تضحيات كبيرة، وكانوا سندًا للشعب السوداني في أحلك الظروف.
إشادة بمسيرة القادة المحالين
وحظي الضباط الذين ترجلوا عن صهوة القوات المسلحة بإشادة واسعة، نظرًا لما قدموه من مواقف بطولية وإخلاص في أداء الواجب. واعتبر مراقبون أن أسماءهم ستُسجَّل في سجل الشرف العسكري، نظير ما أظهروه من بسالة في ميادين القتال وحرص على استقلالية المؤسسة العسكرية.
اللواء ركن حسن بلال.. “سند الاستقلال العسكري”
في مقدمة الضباط المحالين، جاء اللواء ركن حسن بلال، قائد الأمن العسكري، والذي عُرف بصلابته وحرصه على حماية الجيش من محاولات الاختراق. ويصفه زملاؤه بأنه “رجل مواقف”، واجه بشجاعة محاولات قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” للتغلغل داخل المنظومة العسكرية. وقد خلّف بلال إرثًا من الثبات والغيرة الوطنية.
اللواء ركن محمد عبدالله الفكي.. “صمود حتى آخر طلقة”
من أبرز الأسماء التي شملها القرار أيضًا، اللواء ركن محمد عبدالله الفكي، الذي جسّد نموذجًا فريدًا للبطولة خلال معارك الدفاع عن المقار العسكرية في شارع 61 بمنطقة العمارات. صمد الفكي في الميدان حتى نفاد ذخيرته، ورفض مغادرة موقعه إلا بعد تأمين خروج جنوده، قبل أن ينضم إلى رفاقه في سلاح المدرعات. وأُصيب في عينه أثناء المعارك، لكنه واصل الصمود حتى نهاية الحصار فيما عُرف بـ”الملحمة التاريخية”.
اللواء ركن مأمون عبدالرؤوف.. “الصوت العسكري الرصين”
كما شمل القرار اللواء ركن مأمون عبدالرؤوف، قائد إدارة التوجيه المعنوي والإعلام، الذي يُعد من الشخصيات المألوفة والمرموقة لدى الأوساط الإعلامية في السودان. عُرف بتعامله الراقي وتعاونه مع الصحفيين، ما جعله شخصية محبوبة تحظى باحترام واسع بين الإعلاميين والجمهور.
اللواء ركن د. ربيع عبدالله آدم.. “القائد المثقف”
ومن بين الضباط الذين ودعوا صفوف الخدمة، اللواء ركن الدكتور ربيع عبدالله آدم، صاحب الحضور الإنساني والثقافي داخل المؤسسة العسكرية. اتسم بالخلق الرفيع، وكان قائدًا يتمتع بثقافة واسعة وشخصية قيادية متزنة. وقد تولى في وقت سابق قيادة منطقة النيل الأزرق العسكرية، حيث أبدى اهتمامًا كبيرًا بالجوانب الثقافية والمجتمعية والإنسانية.