حصار الفاشر يدخل شهره الخامس عشر والسعودية تطالب بتدخل دولي عاجل
وجهت المملكة العربية السعودية، يوم الخميس الموافق 28 أغسطس 2025، نداءً إنسانياً عاجلاً إلى المجتمع الدولي من أجل التدخل الفوري لفك الحصار المفروض على مدينة الفاشر، الواقعة في ولاية شمال دارفور غربي السودان، والتي تعاني من أوضاع إنسانية متدهورة نتيجة استمرار الحصار منذ أكثر من عام.
ويأتي هذا النداء في سياق جهود متواصلة تبذلها المملكة منذ اندلاع النزاع المسلح في السودان منتصف أبريل 2023، حيث تواصل تقديم المساعدات الإنسانية لآلاف المواطنين السودانيين الذين تضرروا من العمليات العسكرية، عبر برامج إغاثية يشرف عليها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وفي تصريح رسمي، أكد السفير السعودي لدى السودان، علي بن حسن جعفر، أن المملكة على استعداد تام لإيصال المساعدات إلى مدينة الفاشر وغيرها من المناطق المحاصرة، شريطة أن تتوفر الظروف الملائمة التي تسمح بفك الحصار وتأمين الطرق المؤدية إلى تلك المدن. وشدد السفير على أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية أخلاقية وإنسانية تجاه المدنيين المحاصرين، داعياً إلى تحرك عاجل لرفع الحصار وإيصال الإغاثة إلى المتضررين.
وأوضح السفير أن المملكة لم تتوقف عن دعم الشعب السوداني، بل تعمل بشكل متواصل على تجهيز المساعدات وتنسيق عمليات الإغاثة، مشيراً إلى أن السعودية تواصل دراسة السبل الممكنة للمساهمة في وقف الحرب التي ألقت بظلالها على مختلف جوانب الحياة في السودان، وتسببت في دمار واسع النطاق.
وتخضع مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، لحصار مشدد تفرضه قوات الدعم السريع منذ نحو خمسة عشر شهراً، ما أدى إلى انقطاع تام في الإمدادات الغذائية والدوائية، وتفاقم الأزمة الإنسانية داخل المدينة، حيث سجلت حالات وفاة متزايدة نتيجة الجوع وسوء التغذية.
وفي تقرير صدر يوم الجمعة الموافق 22 أغسطس الجاري، أعلنت الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 89 شخصاً لقوا مصرعهم خلال عشرة أيام فقط، إثر سلسلة من الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر ومخيم أبو شوك للنازحين، مما يعكس تصاعداً خطيراً في وتيرة العنف ويزيد من تعقيد الوضع الإنساني في المنطقة.