متابعة:الرؤية نيوز
شهدت بعض البنوك العاملة في السوق المصرفي السوداني ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار صرف العملات، حيث اقترب سعر الدولار من حاجز 2600 جنيه، وهو ما يعكس محاولة محدودة من النظام المصرفي الرسمي لمواكبة الواقع النقدي في السوق الموازي، دون أن يتمكن من احتوائه أو التأثير فيه. هذا التباين بين السوقين الرسمي والموازي يعكس فقدان السيطرة على السياسة النقدية، ويؤكد أن السوق السوداء باتت المرجع الحقيقي لتحديد قيمة الجنيه السوداني.
الجنيه السوداني يواصل الانهيار
في تطور جديد يعكس عمق الأزمة النقدية التي تعصف بالاقتصاد السوداني، شهدت أسعار صرف العملات الأجنبية اليوم الثلاثاء استقرارًا نسبيًا في السوق الموازي، وذلك عقب موجة ارتفاع تاريخية سجلتها أواخر الأسبوع الماضي، بلغت خلالها مستويات غير مسبوقة مقابل الجنيه السوداني. هذا الاستقرار الظاهري يأتي في أعقاب سلسلة من التقلبات الحادة التي شهدتها السوق خلال الأسابيع الماضية، حيث ارتفعت أسعار العملات بشكل متسارع، ثم هدأت مؤقتًا، قبل أن تعاود الجنيه السوداني الانهيار مجددًا اليوم، في مشهد يعكس هشاشة البنية النقدية في ظل استمرار الحرب الداخلية منذ أبريل 2023.
الدولار يقفز بنسبة 545% منذ اندلاع الحرب
منذ ليلة اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023، حين كان سعر صرف الدولار الأمريكي يبلغ نحو 560 جنيهًا سودانيًا، ارتفع اليوم إلى 3613 جنيهًا في السوق الموازي، ما يمثل زيادة بنسبة تفوق 545% خلال أقل من عامين. هذا الارتفاع الحاد لا يعكس فقط تدهور قيمة العملة المحلية، بل يكشف عن انهيار شامل في أدوات السياسة النقدية، وتفكك شبه كامل في منظومة الرقابة المصرفية، وسط غياب البنك المركزي عن ضبط السوق وتراجع الثقة في النظام المالي الرسمي.
اقتصاد منهار ونظام مصرفي مشلول
تشير أحدث التقارير الدولية إلى أن السودان يعيش واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخه الحديث. تقرير صادر عن البنك الدولي في يونيو 2024 أشار إلى أن أكثر من 85% من فروع البنوك توقفت عن العمل، وأن النظام المصرفي يعاني من شلل شبه كامل نتيجة للنهب، وانعدام السيولة، وانهيار البنية التحتية المالية. كما أظهرت دراسة حديثة صادرة عن المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية (IFPRI) في يوليو 2025 أن الناتج المحلي الإجمالي للسودان انخفض من 56.3 مليار دولار في 2022 إلى 32.4 مليار دولار بنهاية 2025، أي بنسبة تراجع بلغت 42%.
التضخم والانهيار الاجتماعي
في تقرير نشرته منصة Middle East 24، وُصف الانهيار الاقتصادي في السودان بأنه “كارثة إنسانية تتكشف ببطء”، حيث تجاوز معدل التضخم 350%، وتحولت السلع الأساسية مثل السكر والزيت والعدس إلى كماليات لا يمكن لغالبية السكان تحمل تكلفتها. هذا الانهيار في القدرة الشرائية دفع ملايين الأسر إلى تقليص وجباتها اليومية، وأدى إلى انهيار الطبقة الوسطى، وتحول المعلمين والموظفين الحكوميين إلى فئات تعاني من انعدام الأمن الغذائي. كما أشار التقرير إلى أن الجنيه السوداني فقد أكثر من 90% من قيمته منذ عام 2019، ما جعل العملة المحلية أداة ضغط على المواطنين بدلًا من كونها وسيلة تبادل آمنة.
غياب الإصلاحات وتفاقم الأزمة
رغم التحذيرات المتكررة من المؤسسات الدولية، لم تُنفذ حتى الآن أي إصلاحات اقتصادية جذرية قادرة على وقف النزيف النقدي أو إعادة بناء الثقة في النظام المالي. ويُعزى ذلك إلى استمرار الحرب، وانقسام السلطة، وتفكك المؤسسات، إضافة إلى عزلة السودان عن النظام المالي العالمي. كما أن عمليات تهريب الذهب، وتوقف الصادرات الزراعية والصناعية، وانهيار الخدمات العامة، كلها عوامل ساهمت في تعميق الأزمة، وفقًا لتقارير البنك الإفريقي للتنمية ومنظمة الشفافية الدولية.
متوسط اسعار العملات في السودان في السوق الموازي اليوم الثلاثاء 30\09\2025م (وقت نشر الخبر)
تنويه \ نظرا لظروف الحرب لم تحدث غالبية البنوك الاسعار منذ 13 ابريل عدا بعضها ونقوم بالتحديث بشكل مباشر والاسعار في السوق الموازي متباينة وغير مستقرة وتختلف بنسبة كبيرة من تاجر لاخر
تنويه \ يختلف سعر الدولار وبقية اسعار العملات من تاجر الى اخر بفارق بسيط لذا يرجى الانتباه والاسعار قابلة للتغيير.
الدولار الامريكي 3550 جنيها
الريال السعودي 946.666 جنيها
الدرهم الاماراتي 967.302 جنيها
اليورو 4176.4705 جنيها
الجنيه الاسترليني 4797.29 جنيها
الجنية المصري 73.68202 جنيها
الدينار البحريني 9342.105 جنيها
الريال القطري 975.2747 جنيها
الريال العماني 9350 جنيها
الدينار الكويتي 11451.612 جنيها
