بعد تسريباتها السابقة ورد الجيش ..أماني الطويل تحذر
في ظل تفاقم النزاع المسلح في السودان، وتزايد التحركات الإقليمية والدولية لاحتوائه، اتخذ مجلس الأمن والدفاع المشترك قرارًا بالاستعداد لعمليات عسكرية واسعة ضد قوات الدعم السريع، بالتوازي مع ترحيب رسمي بالمبادرة الأميركية للسلام، بينما وصفت أماني الطويل، مديرة البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات، المشهد بأنه انتصار للذهنية التقليدية، داعية إلى تدخل العناية الإلهية لحماية المدنيين.
موقف تحذيري
أدلت أماني الطويل، مديرة البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات، بتصريحات لافتة بشأن تطورات الحرب في السودان، مؤكدة أن جميع الجهود والنداءات فشلت في وقف النزاع، وأن الذهنية التقليدية هي التي انتصرت في نهاية المطاف. وأضافت أن الأمل الوحيد المتبقي هو تدخل العناية الإلهية لحماية المدنيين والتخفيف من ويلات الحرب المتصاعدة. جاءت تصريحات الطويل بعد ساعات من إعلان الجيش السوداني رفضه للمبادرة المطروحة بشأن الهدنة، ما عزز من حالة القلق الإقليمي والدولي حيال مستقبل الأزمة السودانية.
قرار عسكري
أعلن مجلس الأمن والدفاع المشترك، برئاسة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش، عن رفع مستوى الاستعداد العسكري لمواجهة قوات الدعم السريع، والعمل على إنهاء ما وصفه بـ”المليشيا”، واستعادة الأمن في جميع أنحاء البلاد. وفي الوقت ذاته، رحب المجلس بالمبادرة الأميركية الرامية إلى إحلال السلام في السودان، في خطوة تعكس توازنًا بين التصعيد الميداني والانفتاح على الحلول السياسية. الاجتماع الطارئ الذي عقد في أم درمان، شهد مشاركة رئيس الوزراء كامل إدريس وأعضاء المكون العسكري في مجلس السيادة، وجاء في توقيت حساس عقب رفض الجيش لمقترح الهدنة.
تصريحات الدفاع
قال وزير الدفاع السوداني حسن داؤود كيان، في تصريحات صحفية أدلى بها عقب الاجتماع، إن المجلس قرر تكليف لجنة مختصة لإعداد رؤية الحكومة السودانية بشأن إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في مختلف أنحاء البلاد. وشدد كيان على أن الجيش سيواصل عملياته العسكرية بهدف “استئصال المليشيا”، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل حقًا وطنيًا مشروعًا. كما دعا إلى استنفار شعبي واسع وتعبئة عامة للقضاء على قوات الدعم السريع، واستعادة الأمن والسلام في جميع المناطق المتأثرة بالنزاع.
لقاء مرتقب
وقبل الاجتماع وقرار الجيش كانت قد كشفت أماني الطويل عن ترتيبات جارية لعقد لقاء مرتقب بين الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، وذلك في العاصمة الإدارية الجديدة بجمهورية مصر العربية. وأوضحت الطويل، عبر منشور على صفحتها الرسمية في موقع فيسبوك، أن اللقاء يأتي عقب تهديدات أطلقها حميدتي باجتياح مدن جديدة داخل السودان، مشيرة إلى أن الترتيبات تعتمد على توقيع وفدي الطرفين في واشنطن على اتفاق هدنة إنسانية دفعت به المجموعة الرباعية الدولية.
تفاصيل المبادرة
أفادت مصادر مطلعة أن الوثيقة الأميركية التي تم تسليمها إلى الوفدين في واشنطن تحمل عنوان “هيكل إعلان مبادئ لهدنة إنسانية على جميع التراب السوداني”، وتضمنت أربعة محاور رئيسية. المحور الأول ركز على ضرورة الحفاظ على سيادة السودان ووحدته، مع التأكيد على إنهاء الأزمة عبر التزام متبادل بحسن النوايا بين الجيش وقوات الدعم السريع. كما حددت الوثيقة توقيت ومدة الهدنة، ودعت إلى فصل القوات المتحاربة، ورصد أي انتهاكات محتملة خلال فترة التهدئة، بما يضمن استقرارًا ميدانيًا يمهد لانطلاق العملية السياسية في البلاد.
