عثمان ميرغني ينتقد تصريحات وزير الخارجية السوداني ويطالب باستقالته
في مقال حمل نبرة نقدية حادة، وجّه الكاتب السوداني عثمان ميرغني انتقادات مباشرة لوزير الخارجية محيي الدين سالم، معتبراً أن تصريحاته الأخيرة تمثل إعلاناً ضمنياً لفشل دبلوماسي يستوجب الاستقالة، في وقت تمر فيه البلاد بمرحلة حرجة تتطلب قيادة خارجية فاعلة.
تصريحات مثيرة
استهل عثمان ميرغني مقاله بالإشارة إلى تصريحات سابقة أدلى بها وزير الخارجية السوداني محيي الدين سالم خلال مناسبة تأبين الناظر عبد القادر منعم منصور، حيث قال: “والله العظيم إذا كنتم تنتظرون عوناً خارجياً من هذا المجتمع الدولي الظالم فعلى الدنيا السلام”. واعتبر ميرغني أن هذه العبارة تمثل موقفاً متشائماً من العمل الدبلوماسي، لا يتسق مع طبيعة المهام الموكلة إلى وزارة الخارجية. وأضاف أن الوزير أكمل المشهد لاحقاً بتصريح جديد أكد فيه أن الآلية الرباعية، التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات، لم تصدر بقرار من مجلس الأمن أو أي منظمة دولية، وبالتالي فإن الحكومة السودانية لا تتعامل معها بصفة رسمية.
موقف الرباعية
أوضح ميرغني أن وزير الخارجية شدد على عدم وجود إلزام قانوني أو دبلوماسي للتعاون مع الآلية الرباعية، مشيراً إلى أن السودان غير ملزم بالامتثال لتوصياتها. وانتقد الكاتب هذا الطرح، معتبراً أن من يسمع حديث الوزير قد يظن أن السودان يسعى لحل مشكلات تخص دول الرباعية، وليس العكس. وأكد أن الرباعية ليست سوى مبادرة من دول مهتمة بالشأن السوداني، تبذل جهوداً دبلوماسية ومادية للمساعدة في إنهاء الأزمة، وأن نجاح هذه المساعي مرهون بوجود إرادة سياسية سودانية للتعاون والتجاوب معها.
جدوى الدبلوماسية
في معرض تحليله لتصريحات الوزير، تساءل ميرغني عن جدوى استمرار وزارة الخارجية في ظل قناعة الوزير بعدم فاعلية المجتمع الدولي. وأشار إلى أن الوزارة تضم مئات السفراء وآلاف الدبلوماسيين المنتشرين في سفارات السودان حول العالم، ويتقاضون رواتب ضخمة من ميزانية الدولة التي تعاني من ضائقة اقتصادية. واعتبر أن تصريحات الوزير تطرح تساؤلات جوهرية حول جدوى الإنفاق على العمل الدبلوماسي، إذا كانت القيادة السياسية ترى أنه لا فائدة ترجى منه. واقترح أن تُوجّه هذه الموارد إلى قطاعات حيوية مثل الزراعة والصحة، بدلاً من تمويل علاقات خارجية لا تؤمن بها الحكومة نفسها.
دعوة للاستقالة
اختتم عثمان ميرغني مقاله بالدعوة إلى استقالة وزير الخارجية محيي الدين سالم، مؤكداً أن الأخير أثبت خلال فترة وجيزة لم تتجاوز الشهرين منذ توليه المنصب، أنه غير قادر على قيادة المؤسسة الدبلوماسية في هذا التوقيت الحساس. وشدد على أن السودان بحاجة إلى وزارة خارجية تلعب دوراً محورياً في إنهاء الحرب، وتكون في طليعة جهود إعادة بناء الدولة. واعتبر أن الوقت لا يسمح بالمزيد من التردد، وأن من الحكمة أن يترجل
