الرؤية نيوز

احمد يوسف التاي يكتب: أوجِدِوا لهم (الدَّرِب) أولاً

0

1)
الناظر إلى المسرح السياسي في السودان يدرك بوضوح تام ودون عناء أن الجميع فقد البوصلة وبات يتخبط ويتنكب الطريق، ويتمتم بكلمات غير مفهومة كالمخمور تماماً… الجميع أضاع الطريق و(راح ليهم الدرب في الموية)… التخوين والتجريم باتت السمة المميزة لدى كل القوى السياسية المصطرعة على العرش المتهالك الذي أشرف على السقوط… الاتهامات المتبادلة بين الجميع تُلقى جزافاً حتى دون (سمكرة) و (ملايقة) لكي تكون أقرب إلى الإقناع.. ونأمل من مبادرة الحكماء أن تجد لهم (الدرب الرايح)..
(2)
تجمع المهنيين في بيانه الصادر أمس، قال إن مبادرة فولكر تهدف لاستكمال إعادة إنتاج نظام الجبهة الإسلامية بواجهات جديدة لقطع الطريق على الثورة وعسكرة الدولة والاستمرار في سرقة موارد بلادنا الغنية… وعناصر الجبهة الإسلامية أنفسهم (الإسلاميون) يتهمون فولكر بالسعي لتدمير البلاد وتقسيمها واستهداف قواتها النظامية، وفولكر هو الآخر يتهم عناصر الجبهة الإسلامية بالوقوف وراء المواكب التي تدعو لطرد بعثة الأمم المتحدة برئاسته.
(3)
وتحالف قوى إعلان الحرية والتغيير يتهم الحزب الشيوعي السوداني بدعم انقلاب البرهان… وقوى الميثاق الوطني على لسان مبارك أردول، تتهم أمريكا وبريطانيا ودولاً أخرى بدعم الحزبين الشيوعي السوداني والبعث العربي… والناطق الرسمي باسم تحالف قوى الحرية والتغيير الواثق البرير، الأمين السياسي لحزب الأمة القومي، يتهم قادة انقلاب (25) أكتوبر بالعمل على القيام بإجراءات متسارعة لإعادة تمكين عناصر النظام المخلوع.
وبالتأكيد هناك اتهامات لها من السند وقرائن الأحوال ما يرسخ لها في الأذهان ويجعلها قابلة للتصديق والتدقيق والمتابعة، ومنها ما تكشف الحالة الصعبة من التخبط التي وصلت إليها بعض القوى في إطلاق اتهامات لا يقبلها العقل ولا تتسق مع الواقع.
(4)
انقلاب (25) أكتوبر زعم أنه جاء لتصحيح مسار الثورة، وسمى نفسه حركة تصحيحية، لكنه في الواقع فرض سيطرته بالكامل على مقاليد السلطة الانتقالية وعطل مسار الانتقال، وعزل القوى المدنية تماماً، وأدخل نفسه في مواجهة مع شباب الثورة، وانفرد بالحكم من خلال أعضاء مدنيين في مجلس السيادة (ديكور) لإضفاء شرعية الوثيقة الدستورية التي تتحدث عن شراكة بين العسكريين والمدنيين، وهو بذلك وضع نفسه في (كماشة) دول الاستكبار العالمي التي سوف تعمل على استغلال كل التجاوزات للسلطة الحالية وتوظفها لتحقيق أهدافها، وفي النهاية إما أن تنفذ لها ما تريد أو عودة المواجهة مع تلك الدول المتسلطة باسم المجتمع الدولي وفرض عقوبات وحصار ونحوه، وتجميد أرصدة وملاحقة جنائية دولية… اللهم هذا قسمي في ما أملك..
نبضة أخيرة: ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!