الرؤية نيوز

تجميع المبادرات…هل ينهي الأزمة السياسية؟

0

تقرير: هبة عبيد

دخلت الازمة السياسية في السودان في مرحلة الركود، بعد فشل سلسلة المبادرات الخارجية والداخلية في إنهاء الوضع السياسي المحتقن بين الاطراف المختلفة، ولكن مازال الامل قائماً عند البعض بأن تسفر تلك المبادرات عن حل الازمة حال تم تجميعها، كما جاء في تغريدة حاكم اقليم دارفور مني اركو مناوي أن المخرج هو تجميع المطروح من مبادرات للوصول لحكومة توافقية بحاضنة سياسية تضم الجميع، ولكن هل يفلح هذا المقترح في أن يكون الحل الامثل للازمة خاصة في ظل تعنت المجلس المركزي للحرية والتغيير الذي انسحب أخيراً من اجتماع الآلية الرباعية رفضاً لوجود عدد من قيادات التوافق الوطني؟
المخرج
وبحسب تغريدة حاكم إقليم دارفور على حسابه في تويتر، فإن حالة الشد والجذب بين اليمين واليسار التي تسيطر على الساحة السياسية أساسها أطماع الطرفين في السلطة، بينما قطاعات الشعب السوداني لا مصلحة لها في هذا الصراع، وأضاف قائلاً: (لذلك فإن المخرج مبدئياً تجميع المطروح من مبادرات للوصول لحكومة توافقية بحاضنة سياسية تضم الجميع).
تهديد
في وقت هددت فيه قوى الحرية والتغيير ــ التوافق الوطني ــ بالعودة إلى الحرب مرة أخرى حال تم تعطيل اتفاقية جوبا أو إلغاؤها، وقال الناطق الرسمي باسم التحالف السُّوداني ــ أحد أجسام التوافق الوطني ــ حذيفة البلول في حوار أجرته معه (دارفور24): (إنّ اتفاق جوبا الهدف منه وقف الحرب، والغاؤه يعني العودة إليها مجدداً، ولكنها ستندلع هذه المرة من داخل المدن وليس في الأطراف، ولدينا قوات مرتكزة في كافة أنحاء السودان)، وأشار إلى أن ما تم تنفيذه من بنود اتفاقية جوبا 3% فقط، أما بقية الملفات المتعلقة بالنازحين واللاجئين وتعويض الضحايا والدمج والتسريح لم تر النور حتى الآن، وتابع البلول قائلاً: (إنّ عدم التزام الحكومة بتنفيذ بند الترتيبات الأمنية وغياب الإرادة السياسية وما تشهده الساحة السياسية من صراعات تسبب في عدم تنفيذ جزء كبير من الاتفاقية رغم أنها حظيت باهتمام دولي كبير)، وكشف عن عقد التوافق الوطني عُدة لقاءات مع حزبي الأمة القومي والمؤتمر السوداني، في محاولة لإيجاد مخرج للأزمة السياسية التي تمر بها البلاد، مشيراً إلى وجود أطراف داخل الحرية والتغيير ــ المركزي ــ رفضت تماماً مجرد الجلوس معهم حول طاولة واحدة كحزب البعث العربي الاشتراكي وقيادات حزبية ــ لم يُسمها ــ قال إنها تقود قوى ظلامية وخيارات عدمية ستؤدي في نهاية الأمر إلى سيطرة العساكر على الحكم ولن يكون هناك وطن للتنازع عليه.
تنازلات
ويقول المحلل السياسي الرشيد عباس ان تعدد المبادرات لحل الأزمة زاد تعقيدات الوضع، لذلك لم تكن نتائجها ايجابية، واكد ان توحيدها او تجميعها هو الرأي الامثل لمعالجة تأزم الوضع، واكد الرشيد في حديثه لـ (الإنتباهة) ان اختلاف نوع المبادرات خارجية وداخلية لم ولن يساعد في خدمة القضية، بل انه سيواجه بالرفض من احد الأطراف وهذا ما حدث بالفعل، مشيراً الى ان الاتهامات دائماً تطول تلك المبادرات بأنها محاولات لمنح شرعية لابقاء المكون العسكري في السلطة، واشار الى أن الانسداد السياسي بدأ ينعكس سلباً على حياة المواطنين، ويوحي بذهاب البلاد إلى المجهول، في ظل تعدد المبادرات السياسية وتنوع الأطراف التي تطلقها لكنها لم تفض إلى شيء ملموس، وهو ما يؤكد الحاجة إلى تقديم تنازلات من جميع الأطراف للمضي في تشكيل الحكومة، مشيراً إلى أن تشكيل حكومة هو الأفضل لإدارة البلاد خلال المرحلة الحالية، وتابع قائلاً: (لا بد من حسم المسألة بجمع المبادرات حتى لا تكون حكراً على احد وتؤدي الى خلافات ومشكلات بين مقدميها)، واشار الى امكانية قبول الأمر من عدة جهات، لجهة ان الوضع السياسي بالبلاد دخل مرحلة حرجة، مما يستدعي الوصول الى صيغة تنهي هذا الوضع.
إصرار
الا ان استاذ العلوم السياسية الضو ابراهيم يقول ان تجميع المبادرات ليس الحل باعتبار ان المشكلة اكبر، ولا بد من معالجة الاسباب الرئيسة للخلاف، ومن بعدها ربما تقبل الاطراف المختلفة تجميع المبادرات، واضاف قائلاً لـ (الإنتباهة): (بالرغم من استعداد بعض الاطراف لحل الازمة الا ان البعض الآخر مازال متمسكاً برؤيته)، واستبعد ان تستطيع اية جهة كانت ان تشكل من تلك المبادرات مبادرة ايجابية للخروج من الازمة لأنها وصلت الى مرحلة يصعب فيها اثناء احد عن طرحه، وقال: (تم تقديم ما يقارب عشر مبادرات ولكنها فشلت في الوصول الى وفاق ولم شمل المكونات السياسية، وتجميع المبادرات لن يكون الحل لأن الشروط والمطالبات من جانب المكون المدني مازالت قائمة، والرفض هو ما يقابلها من الجانب العسكري).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!