محمد عبد الماجد يكتب: الكيزان من الحالة (سيصرخون) إلى الحالة (شكراً حمدوك)
(1)
المثالية التي تتعامل بها الحكومة الانتقالية والرومانسية الحالمة التي تبدو على رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك مع (الكيزان) و(الفلول) تجعلنا نتخوف من أن يتحول (الكيزان) من حالة (سيصرخون) إلى حالة (شكراً حمدوك).
حالة أحمد هارون وعبد الرحيم محمد حسين في سجن كوبر على (الواتساب) قد تكون (شكراً حمدوك) في ظل المعاملة التى يجدونها من الحكومة الانتقالية.
لم أعد أسمع (شكراً حمدوك) إلّا من الكيزان والفلول.
(2)
أكد والي الخرطوم أيمن نمر خلال كلمة بمناسة أداء القسم لجان التفكيك ولاية الخرطوم أن النظام السابق أفسد عبر محليات ولاية الخرطوم ،وتابع ” ما ظلموا وما فسدوا وما بطشوا إلا عبر المحليات ” ، وأضاف ” الفساد في الأراضي والميادين والعقودات”. وأكد قائلاً : ” سيصرخون ستتحول للعويل والبكاء في الخرطوم للمفسدين”.
مجرد كلام.
وتعهد نائب رئيس لجنة إزالة التمكين محمد الفكي سليمان عضو المجلس السيادي أن لا تسمح اللجنة لحزب المؤتمر الوطني المحلول أن يعقد أي اجتماع في أي مكان وأن لا يقود منسوبوه أية مظاهرة ضد الحكومة ،وقال ” نحن فقط من نتظاهر ضدها لأن المظاهرات تعطي الثورة حيويتها وتذكرنا “. وقال الفكي مخاطباً أداء القسم للجان التفكيك في محليات الخرطوم ” جئنا لهذه الكراسي بالدماء”،وأكد أنهم يتذكرون نضالات الذين قادوا الإضراب وناضلوا عند وقوفهم في أية منصة .
أخشى أن تكونوا نسيت ذلك… السلطة قادرة على أن تجعلكم بدون ذاكرة.
القيادي في لجنة إزالة التمكين وجدي صالح أكد أن النظام البائد لن يعود للحكم على الإطلاق ،وقال “عشم أبليس في الجنة”. وأماط وجدي اللثام عن كمية الفساد الذي أظهرته أعمال لجنة إزالة التمكين ،وقال “شاهدت ما حدث طيلة عمل اللجنة كيف أفسد من يدعي أنه يحكم بأمر الله ويمتلك أكثر من ٣٠٠ ألف فدان “، وأشار إلى حفنة من الفلول امتلكوا كل شركات الطرق والجسور.
السؤال الذي يطرح نفسه بعد هذه التصريحات هو من الذي يصرخ الآن؟
نحن لا نرى من الحكومة الانتقالية غير (الصريخ).
كلهم يصرخون.
لا أريد أن أتحدث عن الصراعات والخلافات التي تحدث بين مكونات الحكومة الانتقالية التي هي بين العسكريين من طرف والمدنيين من طرف آخر وإنما أريد الحديث عن الصراعات والخلافات التي تحدث بين العسكريين والعسكريين – والمدنيين والمدنيين.
دعوا كل هذا فإن من يصرخون الآن هم المواطنون.
الشعب يصرخ الآن من المعاناة – فمتى تشعر الحكومة الانتقالية بهذا؟
لقد مضى أكثر من عامين على سقوط نظام البشير وهم ما زالوا يحدثوننا عن (سيصرخون).
نحن لا نريد منكم أكثر من أن تحذفوا (السين) في (سيصرخون) لتصبح (يصرخون).
شيلوا (السين).
لقد طال انتظارنا لصريخهم ونحن لا نسمع الآن غير صريخ المواطن.
(3)
بغم /
ما يفعله وزير المالية (جيب ريل) إبراهيم هو شيء لا يحدث غير (الصريخ).
وهل هناك صريخ أسوأ من أن يكون (النور) في آخر النفق؟