محمد عبد الماجد يكتب: قوموا إلى (ثكناتكم) يرحمكم الله
(1)
صناديق الاقتراع في الانتخابات الحرة ونزيهة كما تختار الحكومات الديمقراطية (المنتخبة) تختار كذلك المعارضة، الصناديق لا تختار الفائزين وحدهم تختار الخاسرين ليشكلوا كتلة المعارضة في البرلمان.
الخاسر في الانتخابات ينتظره دور لا يقل عن دور الفائز – لهذا يتحقق النجاح عندما نلجأ لصناديق الاقتراع .. لأن العملية الانتخابية لا خاسر فيها.
وحتى تصلح (الحكومة) لا بد كذلك من ان تصلح (المعارضة) ليكون الهدف واحد عند الحكومة وعند المعارضة وهو رفعة الوطن والحفاظ على استقرار وأمن البلاد وحماية ترابه وخدمة الشعب.
محتوى مدفوع
ضوابط صارمة لطلاب جامعة القضارف وحظر التدخين
إن لم تكن هنالك معارضة (محترمة) لن تكون هنالك حكومة (محترمة) – كثيراً ما يكون القصور في (المعارضة) .. لأن فشل الحكومة وفسادها امر تتسبب فيه (المعارضة).
لهذا نقول ان وجود رافضين للتسوية امر ليس مقلقاً – بل هو امر طبيعي ومنطقي ننتظر منه ان يتبلور في معارضة رشيدة وحكيمة من اجل انجاح السلطة المدنية.
لا يمكن ان نصل الى السلطة المدنية في ظل تلك التعقيدات بدون معارضة رشيدة، لذلك نقول ان صحوة الشارع ويقظة الشعب امر مهم في هذه المرحلة لحماية الثورة وللوصول الى السلطة المدنية الكاملة.
مع ذلك اتمنى ان يمنح الاتفاق الذي وقع بين العسكر والمكون المدني الفرصة الكافية ثم نحكم عليه بعد ذلك دون ان يكون هنالك استهداف او قصد لإفشاله.
لا ضير ان نراقب الوضع وان نمنح الحكومة القادمة فترة (6) شهور يمكننا من خلالها ان نقيم الوضع وان نقرأ الطالع السياسي ان كان يشير نحو الصلاح ام كان يشير نحو الفساد؟
الشعب عنده الوعي الكافي لقراءة كف المستقبل السياسي للبلاد.
اتمنى من لجان المقاومة وهي كتلة يمكن ان تمثل كتلة المعارضة وبرلمان الشعب في الحكومة القادمة ان تمنح الحكومة القادمة فرصة كافية قبل الحكم عليها – مع البقاء في الشارع للمراقبة وليس للإعاقة والإيقاف.
لجان المقاومة في الفترة القادمة يجب ان تتجه نحو برنامج سياسي وثقافي واجتماعي موحد لانتشال البلاد من جب الضياع الذي وضعتنا فيه الحكومات الشمولية.
مهم ان يكون هنالك برنامج ثقافي قبل البرنامج السياسي يعبر عن لجان المقاومة ويحفظ وجودها ويعكس شعارات الثورة على ارض الواقع.
ارجو فقط ان لا تكون المعارضة للحكومة القادمة معارضة هدامة .. ان لم ننتقل من مربع (معارضة للهدم) الى (معارضة للبناء) لن ندرك الصباح المنتظر ونحن قريبون منه.
(2)
قلت وسوف اكرر دائماً ان تصريحات البرهان وحميدتي عقب التوقيع على الاعلان الاطاري تصريحات ايجابية ومشجعة – يجب الاستفادة منها في مشروع الثورة (السياسي) وهي تمنح الضوء الاخضر للتقدم بقوة نحو السلطة المدنية المنتظرة.
اتركوا الجيش ما ترككم.
نحن لم نحول حتى الآن مكتسبات ثورة ديسمبر المجيدة الى برنامج سياسي – السياسة كما هو معروف عنها هي (فن الممكن) ويمكن ان نضيف الى ذلك و(فن المستحيل) ايضاً.
عودة العسكر الى ثكناتهم هي امر لا ينقص منهم شيئاً بل يزيدهم بهاءً وهيبة.. ما فقد الشعب الثقة في (الجيش) إلّا عندما خرجوا من (الثكنات) ومارسوا (السياسة) بالانقلاب على الحكومات المنتخبة – هذا امر يجعل الثقة مفقودة تماماً في الجيش.
عودة العسكر الى الثكنات سوف تعيد للشعب ثقته في قوات الشعب المسلحة.. القوات الباسلة والتى تحرس تراب الوطن وشعبه.
القوات المسلحة يجب ان تحرس (الدستور) لا ان تنقلب عليه.
كرامة الجيش وعزته وتقويته سوف تعود بعد العودة الى الثكنات (وَوَضْعُ النَّدَى فِي مَوْضِعِ السَّيْفِ بِالعُلا…مُضِرٌّ كَوَضْعِ السَّيْفِ في مَوْضِعِ النَّدَى).
قوموا الى (ثكناتكم) يرحمكم الله.
الثكنات ترحب بكم.. دور عظيم وكبير ينتظر الجيش بعد العودة الى (الثكنات) لا يفهم من ذلك تهميش الجيش او السخرية منه او الاستهزاء به .. لأن أي بلد او شعب يسخر من جيشه لا يعرف الاستقرار ولا يتذوق الأمن.
النظام البائد اتى بالجيش من الثكنات من اجل ان يخدم مصالحه ويحرس اهدافه – لذلك اصبح في البلاد اكثر من (10) جيوش.
يفترض في الفترة القادمة ان يجد (الجندي) المقابل المالي المجزي والتقدير الادبي والاجتماعي الذي يستحق ليعلموا ان وجودهم في السلطة ينقص منهم ولا يضيف لهم شيئاً.
حكومة مدنية ناجحة بدون جيش قوي وموحد لن تستمر طويلاً ولن تنجح.
تقوية الجيش والبلاد بهذه الازمات امر لا بد منه.
(3)
من المتناقضات العجيبة في الفترة الماضية ان (الجيش) كان يمارس (السياسة) التى انكرها على (الاحزاب) التى تعرف على انها (احزاب سياسية).
الرجل المناسب في المكان المناسب ترجمتها على الشريط تقول ان الجيش للثكنات وان الاحزاب للسياسة.
الوصول لانتخابات حرة ونزيهة لن يتم عن طريق سلطة عسكرية.
الوطن الآن يحتاج الى معارضة (رشيدة) قبل الحكومة (الرشيدة)… فانتبهوا الى معارضة برشد – مطلوب من الشعب في الفترة القادمة (ترشيد المعارضة).
امنحوهم (6) شهور فان فشلوا فألقوا بهم في (كوبر) جميعاً.
العسكر – البرهان وحميدتي تحديداً عليهم ان يعلموا ان فشل الحكومة القادمة هو فشل لهما وان الشعب لم يمنحهما فرصة اخرى .. فقد استنفدت كل الفرص.
(4)
بغم
تسوية يغيب فيها (الحوري) ويظهر فيها (لقمان) لا شك من انها تسوية ناجزة ورابحة ان شاءالله.
تسوية بعيد عنها جبريل ومناوي والتوم هجو ومبارك الفاضل تبشر بالكثير.
تسوية تغضب (الكيزان) وتبلهم اكثر من قرارات لجنة ازالة التمكين .. تبقى تسوية جديرة بالاحترام والتقدير والترحيب.
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).