الرؤية نيوز

محمد عبد الماجد يكتب: المخابرات الأجنبية في السودان تخرج نملة وتدخل نملة وتحمل حبة وتخرج

0

(1)
 ان تختزل علاقات السودان الخارجية على نطاق (المخابرات) فذلك دليل على اختراق الدولة وعلى افتقار قادتها للقدرة على ممارسة (السياسة) ، لأن العلاقات (المخابراتية) دائماً تبنى على الاجندة والمصالح الخاصة التى تكون بعيدة عن مصلحة الوطن وعلى حساب الشعب.
 اوضح دليل على بحث مصر لمصلحتها الخاصة ان القاهرة تحتضن صلاح قوش (ليلاً) في مقاهي المهندسين وتفاوض البرهان (نهاراً) وترفض حمدوك.
 في ايام قليلة كانت الخرطوم مركزاً لصراع المخابرات.
 في هذا الاسبوع وصل رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان إلى الخرطوم في زيارة تستغرق عدة أيام ،وابتدر لقاءاته بالاجتماع مع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان “حميدتي” كل على حدة.
 تخرج نملة وتدخل نملة وتحمل حبة وتخرج.
 واستقبل رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان في الاسبوع الاول من العام الجديد ، اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة المصرية. وذكر مجلس السيادة في بيان على فيسبوك أن رئيس المخابرات المصرية نقل رسالة شفوية لرئيس مجلس السيادة الانتقالي من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وأوضح أن الرسالة تتعلق بالعلاقات الثنائية بين السودان ومصر، وسبل دعمها وتطويرها وترقية التعاون المشترك بينهما في المجالات كافة.
 تخرج نملة وتدخل نملة وتحمل حبة وتخرج.
 الاكيد هو لا حميدتي ولا البرهان يمتلكان الخبرة والقدرة على محاورة اجهزة المخابرات التركية والمصرية.
 السودان الآن بدون حكومة ويعاني من فراغ دستوري وتشريعي وقضائي ووزاري.. وتلك اللقاءات كما حدث قبلها في الالتقاء برئيس الحكومة الاسرائيلية يفتقد الجانب السوداني فيها للكياسة والفطنة والقدرة الكافية على منازلة اجهزة مؤسسة وتعرف ماذا تريد وكيف تخطط لذلك؟
 السودان اصبح ملعباً لأجهزة المخابرات ومرتعاً للسفارات الاجنبية ، في الوقت الذي تنظم فيه قطر بطولة كأس العالم ،وتنظم العراق بطولة الخليج وتستقبل السعودية ريال مدريد وبرشلونة وانتر ميلان وإيه سي ميلان ويتعاقد النصر السعودي مع رونالدو ويترقب الهلال السعودي ميسي .. يستقبل السودان اجهزة المخابرات في الغرف المغلقة .. دون ان يكون هنالك توضيح او شاهد على هذه اللقاءات العلنية وما خفي منها اعظم.
(2)
 لم يحدث في تاريخ السودان ان تكون هنالك حكومة مخترقة مثلما هو الحال بالنسبة لحكومة انقلاب 25 اكتوبر. اذ تبدو الحكومة اقرب الى (المغلق) الذي يتم استئجاره بالباطن.
 هذا الاختراق لم ينعكس على المستوى السياسي وحده بل يوضح على التهتك الاجتماعي والتفكك الامني والصراع القبلي الذي يسيطر على الأوضاع ويظهر كذلك في الانباء الرائجة عن دخول سلع وحلويات مسرطنة ومخدّرة تستهدف الشباب والأطفال من دول الجوار دون ان تكون هنالك رقابة من الدولة او توضيح من الاجهزة المسؤولة.
 الانباء التى تتحدث عن الأشكال الحديثة التى استهدفتها (المخدرات) بإضافتها في مواد غذائية وحلويات وبسكويت لتضرب مستقبل البلاد بعد ان شكل الجيل الجديد خطراً على كل الحكومات الشمولية في العالم ليقصدوا ضربه من خلال المواد الغذائية (المسرطنة والمخدرة) التى لا تخضع للرقابة ولا تفحص او تعاين.
 لا نسأل هنا عن الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس وحدها وإنما نسأل هنا عن جهاز المخابرات السوداني وحدود السودان يدخل عن طريقها المخدرات والمسرطانات ويخرج عبرها السمسم والكركدي والصمغ والإبل واللحوم وكل خيرات السودان وثرواته.
 مفهوم جهاز المخابرات في السودان يتمركز في حماية (الحكومة) اما حماية (الشعب) فلا تعني الجهاز في شيء.
 اجهزة المخابرات يجب ان تنشط في ذلك الجانب.. وليس في الجانب السياسي.
 الامن الغذائي والثقافي والاجتماعي اولى من الامن بمفهومه (البوليسي) المتمثل في التفلتات الامنية والجرائم المتعلقة بالسرقة والنهب.
 لقد انتقلنا من مرحلة التفلتات الامنية والنزاعات القبلية الى مرحلة تغييب العقول والهلوسة والاكتئاب و وتخريب المستقبل واستهداف الشعب في رصيده البشري من الشباب والأطفال.
 المخدرات بصورتها التقليدية يمكن التغلب عليها، الحرب الآن انتقلت الى مربع تحور المخدرات ودسها في المواد الغذائية لتصطاد ضحاياها وهم في غفلة عنها.
(3)
 البيت الكبير والأسرة الممتدة لا بد ان تعود من جديد لتشكل الحماية للشباب والاطفال في ظل غياب الدولة والمدرسة والشارع بعد ان كانوا جميعاً يشكلون رقابة ذاتية على الشباب والأطفال.
 نحن في حاجة الى عودة المنظومة الاسرية من جد وحبوبة ووالد ووالدة وأخوان وخال وخالة وعم وعمة وأبناء عمومة وأقرباء الرحم الخ…
 اذا لم تعد الاسرة السودانية بهذه التشكيلة لن تصمد ثقافتنا وتقاليدنا وقيمنا ومثلنا كثيراً.
 التغييب الثقافي لا يقل خطورة عن تغييب العقل وتخدير الحواس .. نحن في حاجة الى (وردي) جديد و(عثمان حسين) اخر.. وصلاح احمد ابراهيم والدوش ومصطفى سيد احمد ومحمود عبدالعزيز وجكسا وهيثم مصطفى والعجب ومهند الطاهر وبدرالدين قلق وصينية الغداء ومشوار العصاري وشاي المغرب.
 اذا انهار جدارنا الثقافي سوف تنهار كل الجُدُر… ولن يكون هناك حائط يوقف غزو التقاليد المشينة والأعراف الغريبة علينا والسلوكيات الدخيلة والمخدرات.
(4)
 بغم
 مع كل هذه الازمات المخيفة والخطيرة لكن مهدداتنا الحقيقية في التوم هجو وجبريل ابراهيم ومناوي واردول ومبارك الفاضل وعسكوري والجاكومي.
 قيل ثم من؟
 قيل فضل الله برمة ناصر!!
 وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!