تحذير أممي جديد من استمرار الحرب في السودان
لا تزال العاصمة السودانية” الخرطوم” تشهد اشتباكات ومواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث تجدد القصف المدفعي أمس (الثلاثاء)، من قبل الجيش على مواقع وأهداف تابعة للدعم السريع في عدد من المناطق بالخرطوم ومنطقة أم درمان القديمة، كما قصفت مسيرات الجيش مواقع الدعم بشارع الستين جنوب شرقي العاصمة، بينما ردت قوات الدعم على هجوم الجيش الذي خلف أعمدة متصاعدة من الدخان في محيط المنطقة.
وحذرت الأمم المتحدة من خطورة استمرار القتال، مؤكدة أن الثمن سيكون باهظاً. وقالت كليمنتاين نكويتا سالامي نائبة الممثل الأممي الخاص ومنسقة الشؤون الإنسانية للسودان: إن الحرب الضارية المستمرة منذ أشهر خلفت ثمنًا باهظًا على البلاد، مضيفة في تغريدة على منصة “إكس”، إنها ستطلع الدول الأعضاء ووسائل الإعلام في جنيف على الأزمة الإنسانية المتفاقمة في البلاد، داعية العالم للوقوف مع الشعب السوداني وتكثيف الجهود لمنع فقد المزيد من الأرواح؛ ومن أجل إنهاء المعاناة.
يأتي استمرار الاشتباكات للشهر السادس على التوالي منذ تفجر الصراع، في وقت تتأزم فيه الظروف الاقتصادية والإنسانية للمواطنين في مدن العاصمة وغيرها. ومنذ اندلاع الحرب بين القوتين العسكريتين في منتصف أبريل الماضي، عندما تحول توتر مرتبط بخطة مدعومة دوليًا للانتقال السياسي إلى صدام مباشر بعد أربع سنوات من الإطاحة بعمر البشير في انتفاضة شعبية، تشهد العاصمة بشكل يومي اشتباكات ومواجهات مسلحة.
فيما تسبب الصراع باندلاع اشتباكات واسعة النطاق، بالإضافة إلى أعمال نهب وسلب، ما سبب نقصًا في الأغذية والأدوية في الخرطوم ومدن أخرى، ودفع ما يزيد على خمسة ملايين للفرار من ديارهم. كما حصد النزاع الدامي أكثر من 4000 قتيل، وفقًا لأرقام صادرة عن الأمم المتحدة، رغم أنه من المؤكد أن العدد الحقيقي أعلى بكثير، كما يجزم أطباء وناشطون.
وعلى وقع الاشتباكات أمس، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش بقصف مقر السفارة الإثيوبية، زاعمة في بيان على حسابها في “إكس” أن الجيش ومن وصفتهم بـ “فلول النظام” قصفوا مباني السفارة الإثيوبية، ما تسبب في دمار هائل بالمبنى الذي يقع في منطقة العمارات بالخرطوم.
ومنذ اندلاع النزاع الدامي بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان والدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو، منتصف أبريل الماضي، تبادل الجانبان الاتهامات وتحميل المسؤوليات. فيما تركزت المعارك في العاصمة وضواحيها، وفي إقليم دارفور في غرب البلاد وبعض المناطق الجنوبية.