احتدام مواجهات الفاشر وسط تحذيرات اممية جديدة
تشهد مدينة الفاشر السودانية، منذ أيام، معارك عنيفة بين الجيش وقوات «الدعم السريع»، في وقت أكدت فيه الأمم المتحدة أن التقارير الواردة من المدينة، التي تمثل عاصمة ولاية شمال دارفور، مروعة من حيث الهجمات على المدنيين والاستهداف العرقي.
وتصاعدت المعارك العنيفة بين طرفي الصراع السوداني، واستخدمت خلالها الأسلحة الثقيلة والخفيفة، وشهدت الفاشر، وهي آخر معاقل الجيش في دارفور بعد سيطرة قوات الدعم السريع على نيالا والضعين وزالنجي والجنينة عدة اشتباكات منذ اندلاع الحرب الأهلية في 15 إبريل 2023. وقالت مصادر من المدينة إن المدينة تشهد انتهاكات وسقوط ضحايا بين النازحين، كما أكدت حدوث اغتيالات داخل بيوت العزل. وقال شهود إن الوضع ينذر بتصاعد المعارك، وهناك حالة من التوجس من انتقال المواجهات إلى داخل المدينة.
ونفى المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني نبيل عبد الله، أمس الخميس، صحة اتهامات قوات الدعم السريع للجيش باستهداف المدنيين وارتكاب انتهاكات بحقهم. وأكد أن القوات المسلحة ملتزمة بقوانين الحرب الدولية، متهماً «الدعم السريع» بمهاجمة الأحياء المدنية ومعسكرات النازحين. وأضاف عبد الله «هذه كلها اتهامات باطلة لا أساس لها، ولا يوجد لها أي أساس من الصحة».
وكانت قوات «الدعم السريع» قد اتهمت سلاح الجو السوداني بقصف مدينة كبكابية في ولاية شمال دارفور، ما أدى إلى تدمير منازل فوق رؤوس ساكنيها، كما اتهمت الجيش بقصف مصفاة الجيلي للبترول في شمال الخرطوم بحري وتدميرها بالكامل، في حين اتهمت حركة جيش تحرير السودان قوات «الدعم السريع» بارتكاب مجزرة في معسكر أبو شوك بمدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، الأربعاء، وقتل أكثر من 10 أشخاص وأصيب 15 بينهم نساء وأطفال في حالة حرجة.
والثلاثاء الماضي، أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» إجلاء بعض أعضاء طاقمها الإداري من الفاشر بسبب القتال العنيف المستمر في المدينة، مشيرة إلى أن عودتهم مرتبطة بحدوث استقرار في الوضع.
إلى ذلك، أكد مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، أن التقارير الواردة من مدينة الفاشر مروعة من حيث الهجمات على المدنيين والاستهداف العرقي. ودعا إلى وقف «العنف المتعمد ضد المدنيين» ووقف إطلاق النار فوراً. وكتب غراندي، عبر منصة «إكس» أمس الخميس، «التقارير الواردة من الفاشر في السودان مروعة، هجمات دموية على المدنيين وروايات مروعة عن الاستهداف العرقي، الناس يخافون نقاط التفتيش لدرجة تمنعهم من محاولة الفرار».
وكان فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان قد أكد، الأسبوع الماضي، أنه يشعر بالفزع من تصاعد العنف قرب مدينة الفاشر السودانية، مضيفاً أنه أجرى مناقشات مع قائدين من طرفي الصراع محذراً من كارثة إنسانية إذا تمت مهاجمة المدينة. وحذر تورك من أن القتال في الفاشر سيكون له «أثر كارثي في المدنيين» وسيؤدي إلى تفاقم الوضع.
(وكالات )