قطر تحذر من حرب السودان وتحوله لموطن أسوأ أزمة تعليمية في العالم
حذرت الشيخة موزا بنت ناصر رئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والتعليم من تردي الوضع في السودان وتأثيره على المسار الدراسي لملايين التلاميذ.
وقالت الشيخ موزا وهي والدة أمير قطر، إنه منذ اندلاع الحرب في السودان والأطفال بلا تعليم، وقد بلغ عدد الأطفال المحرومين من التعليم بسبب الحرب 19 مليوناً. وأكدت الشيخة موزا أن 90% من الأطفال السودانيين، محرومون من التعليم. ونبهت الشيخ موزا بنت ناصر التي ترعى العديد من المشاريع التعليمية، أن الوضع الحالي قد يجعل السودان موطناً لأسوأ أزمة تعليمية في العالم، مضيفة أن الصفوف التي كانت تعج بالطلبة باتت الآن مأوى للمستضعفين أو طالها الدمار أو تحولت إلى ثكنات عسكرية.
وجاء تصريح الشيخة موزا بنت ناصر في منشور لها على صفحتها الرسمية في موقع “إكس”، تويتر سابقاً، تطرقت فيه لمأساة تلاميذ السودان على ضوء استمرار الأزمة بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع التي يقودها حميدتي.
ويأتي تصريح الشيخة موزا بنت ناصر انطلاقاً من أداورها في المجالات التربوية والقطاعات المتعلقة بالأسرة حيث تشرف على العديد من المبادرات، وأطلقت عام 2012 مؤسسة التعليم فوق الجميع وهي رئيسة مجلس إدارة المؤسسة التي تنضوي تحت مظلتها عدة برامج دولية مثل: علّم طفلاً، والفاخورة، وحماية التعليم في ظروف النزاع وانعدام الأمن، وأيادي الخير نحو آسيا.
وتعمل برامج المؤسسة على ضمان استفادة جميع الأطفال في العالم النامي من حقهم في التعليم خاصة أولئك غير الملتحقين بالمدارس والبالغ عددهم حاليا 59 مليون طفل. وتعالج المؤسسة قضايا التعليم بالتزام خاص تجاه أكثر الفئات حرمانا في العالم من خلال بناء القدرات وتعبئة الموارد وإقامة التحالفات والشراكات المتعددة القطاعات.
وتدعم مؤسسة ”التعليم فوق الجميع“ وشركاؤها حالياً أكثر من 7.5 مليون طفل غير ملتحقين بالمدارس في 50 دولة موفرة لهم إمكانية الوصول إلى التعليم، منهم حوالي 2.3 مليون طفل من اللاجئين أو النازحين داخلياً. ومنذ عام 2012، تعمل مؤسسة ”التعليم فوق الجميع“ مع شركاء ومدافعين آخرين لتوفير الوصول إلى التعليم الابتدائي النوعي لبعض الأطفال الأكثر تهميشاً في جميع أنحاء العالم.
وضع كارثي لطلبة السودان
ويواجه طلاب المدارس والجامعات في السودان وضعا مجهولاً بسبب الحرب المستعرة في البلاد. ورغم توجيهات رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، باستئناف الدراسة في الولايات الآمنة، إلا هناك العديد من التحديات ما زالت ماثلة. وسبق أن وجه البرهان بالإسراع في فتح المدارس والجامعات خاصة في الولايات الآمنة لضمان عدم ضياع العام الدراسي، مشيرا الى أن طلاب ولاية الخرطوم سيلحقون بالركب.
وسبق أن كشف وزير التربية والتعليم السوداني محمود سر الختم، أن نحو 40٪ من المؤسسات التعليمية في ولاية الخرطوم طالها الدمار جراء الاشتباكات الدائرة بين القوات المسلحة السودانية وقوات «الدعم السريع». وأشار إلى تعرض ما يفوق عن (1500) مدرسة إلى دمار شبه كامل جراء العمليات العسكرية خلال الأشهر الماضية، مبينا، أن الـ60٪ الباقية من المدارس تعرضت لنهب في بنياتها التحتية، وغالبيتها تشكل مؤسسات التعليم الخاص، وكذلك مرافق التعليم الأخرى من وزارة التعليم العام التي نُهبت ممتلكاتها ووسائل النقل فيها.
تسير قطر جسراً جوياً إلى السودان دعماً لشعبه الذي يواجه ظروفاً صعبة على وقع الأزمة التي يشهدها البلد، مع تسليط الضوء على وضع كارثي يواجه ملايين الأشخاص في الداخل والخارج، وتذكر العالم بمسؤولية واحدة من أكبر أزمات النزوح. وتلقى السودان دعماً من الحكومة القطرية لمجابهة الأزمة الإنسانية التي خلفتها الحرب والقتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، وهي الأزمة التي تقترب من إنهاء عامها الأول. ومؤخراً تعهّد المجتمعون في مؤتمر باريس حول السودان تقديم مساعدات إنسانية تزيد على مليارَي يورو لدعم المدنيين في الدولة الإفريقية التي تشهد نزاعًا داميًا منذ عام، على ما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
(القدس العربي)