الرؤية نيوز

قمة الصين وأفريقيا: ما وراء مشاركة البرهان ؟..خبراء يعلقون

0

شهد الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، القائد العام للقوات المسلحة، في العاصمة الصينية بكين، توقيع مجموعة من الاتفاقيات خلال مشاركته في المنتدى الصيني الإفريقي. تركزت هذه الاتفاقيات على مجالات حيوية مثل الطاقة الشمسية والتعدين ووسائل النقل، مما يعكس اهتمام السودان بتعزيز التعاون مع الصين في هذه القطاعات.

حضر الفعالية عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم وزير الطاقة والنفط، المهندس محي الدين نعيم محمد سعيد، وسفير السودان في بكين، السفير عمر صديق، بالإضافة إلى مدير عام منظومة الصناعات الدفاعية، الفريق ميرغني إدريس. هذه المشاركة الرفيعة تعكس أهمية العلاقات السودانية الصينية في مجالات التنمية الاقتصادية.

وأكد إعلام مجلس السيادة أن الفريق عبد الفتاح البرهان أجرى اجتماعات مثمرة مع مديري عدد من الشركات الصينية المتخصصة في مجالات النفط والطاقة الشمسية والكهرباء. هذه الاجتماعات أسفرت عن توقيع الاتفاقيات التي تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الاقتصادي بين السودان والصين.

محاولة للخروج من العزلة الدولية
طرح راديو دبنقا سؤالاً على السفير الصادق المقلي، السفير السابق بوزارة الخارجية السودانية، عن معنى مشاركة القائد العام للقوات المسلحة في هذه القمة. فأجاب بأن السودان يعاني من عزلة دولية، حيث قام الاتحاد الأفريقي بتعليق عضويته، بالإضافة إلى أن الاتحاد الأوروبي ودول الترويكا، التي تضم النرويج وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، لا تعترف بحكومة بورتسودان، لكنها تتعامل معها وفق مبدأ الانخراط مع حكومة الأمر الواقع.

وأوضح السفير المتقاعد أن الحكومة في بورتسودان تسعى للحصول على الشرعية، وتعتبر هذه التظاهرات فرصة لها، خاصة وأن الصين من الدول التي تقوم بتنظيم مؤتمرات قمة دورية مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي، مثل روسيا واليابان وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى قمة الاتحاد الأوروبي وأفريقيا.

شرعية الأمر الواقع
وأشار السفير الصادق المقلي إلى أن حكومة بورتسودان قد شاركت سابقاً في قمة روسيا وأفريقيا، حيث تم دعوتها من قبل روسيا كدولة، ولا توجد أي مشاكل في علاقاتها مع السودان.

لذا، استعجلت حكومة بورتسودان بالاستجابة لدعوة الصين لتأكيد شرعيتها، التي وصفها السفير المتقاعد بأنها شرعية على أرض الواقع.

واعتبر أن السبب الرئيسي وراء مشاركة السودان هو السعي للحصول على الشرعية الدولية المعتمدة على الاعتراف بالواقع الحالي.

وأوضح السفير الصادق المقلي في حديثه لراديو دبنقا أن التعاون الثنائي في العلاقات بين الدول لا يحقق نتائج إيجابية إلا في الظروف الطبيعية.

وقدم مثالًا على غياب رجال الأعمال السودانيين عن المنتدى الثامن لرواد الأعمال، الذي يُقام على هامش القمة الصينية-الأفريقية، والذي يُعتبر من أبرز الفعاليات المرتبطة بالقمة.

لم يشارك أي من رجال الأعمال السودانيين في الوفد السوداني، الذي تألف من ثلاثة وزراء من حكومة بورتسودان، في حين يشارك ممثلون عن قطاع الأعمال من جميع الدول الأفريقية في هذه الفعالية.

لا مردود استثماري للزيارة
وأكد السفير المتقاعد أنه في ظل الظروف غير الطبيعية التي يعيشها السودان، لا جدوى من العلاقات الثنائية بسبب عدم وجود عائد استثماري. وحتى في حال تم توقيع اتفاقيات مع الصين، فإنها لن تتحقق على أرض الواقع، خاصة في ظل الوضع الأمني الذي يمنع الاستثمارات القادمة من الصين أو من دول أخرى من دخول السودان.

وفيما يتعلق بفرصة أن تلعب الصين دوراً في إنهاء النزاع الحالي في السودان، استبعد السفير الصادق المقلي، في حديثه لراديو دبنقا، ذلك، معتبراً أن الصين تتبنى دبلوماسية “الكنتين”، وهي دبلوماسية مرتبطة بالتجارة والاستثمار، وبالتالي فإنها لا تتدخل في أي نزاع حول العالم، حتى وإن كان في أفريقيا.

وقارن بين الصين وروسيا، حيث تستخدم روسيا شركة “فاغنر” كأداة للنفوذ في أفريقيا، في مجالات مثل استخراج الذهب والماس، وأيضًا في حماية الأنظمة الحاكمة في بعض الدول الأفريقية.

لا يوجد ما يمنع تزويد السودان بالسلاح
وأضاف أن الصين قد تبيع أسلحة أو معدات عسكرية للسودان في هذه الظروف، وهذا أمر محتمل ومسموح به، حيث يمكن للحكومة السودانية شراء الأسلحة من أي جهة في العالم.

صحيح أن هناك استثناءات في بعض الحالات مثل وجود حظر في دارفور، وذلك وفقًا للقرار الأممي رقم 1591.

وأكد السفير الصادق المقلي أن العلاقات بين السودان والصين لن تكون مستقرة في ظل الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد.

حتى في حال توقيع اتفاقيات مع وزارة المالية أو وزارة الطاقة والتعدين أو وزارة الخارجية، وهو أمر عادي، ستظل هذه الاتفاقيات محصورة داخل الأبراج.

حتى قبل الحرب ومنذ انقلاب 25 أكتوبر 2021، لم تشهد البلاد أي استثمارات بسبب غياب المناخ المناسب للاستثمار في السودان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!