البرهان يتهم الاتحاد الأفريقي بعدم الاهتمام بالأزمة السودانية
اتهم عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، الاتحاد الأفريقي بعدم الاكتراث بالأزمة التي يمر بها الشعب السوداني، مشيراً إلى أن ذلك يعود إلى عدم فهمه لجوهر هذه الأزمة. وأكد البرهان أن الوضع الراهن في السودان يتطلب اهتماماً أكبر من قبل المنظمات الدولية، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه البلاد.
وفي سياق متصل، أعرب البرهان عن رفضه القاطع لأي محاولات للسيطرة على السودان من قبل قوى خارجية، مشيراً إلى أن هذه القوى تستخدم المليشيات كأداة في صراعاتها ضد البلاد. واعتبر أن ما يحدث في السودان يمثل نوعاً من الاستعمار الجديد، مما يستدعي تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي لدعم استقرار البلاد.
خلال لقائه مع وفد مجلس السلم والأمن الأفريقي في بورتسودان، الذي يترأسه محمد جاد، سفير مصر لدى إثيوبيا، أكد البرهان على أهمية الحوار والتعاون بين السودان والاتحاد الأفريقي. وأشار إلى ضرورة أن يكون هناك فهم أعمق للأوضاع في السودان من قبل الاتحاد الأفريقي، لضمان تقديم الدعم الفعال والمناسب للشعب السوداني في هذه الأوقات العصيبة.
اجتمع البرهان يوم الخميس في بورتسودان مع وفد مجلس السلم والأمن الأفريقي الذي يزور البلاد حالياً برئاسة محمد جاد، سفير مصر لدى إثيوبيا والمندوب الدائم لدى الاتحاد الأفريقي، والذي يتولى الرئاسة الدورية لمجلس السلم والأمن لشهر أكتوبر.
رحب البرهان بزيارة الوفد إلى السودان، وأكد أن “توصيف الاتحاد الأفريقي لما حدث في 25 أكتوبر بأنه انقلاب ليس دقيقاً ويتعارض مع الحقائق”.
وأشار إلى أن البلاد تحت الاحتلال من قبل “ميليشيا متمردة” بمساعدة مرتزقة أجانب ودعم من دول معروفة للجميع.
وأشار إلى هجوم الميليشيا على المدن الآمنة وانتهاكها لحقوق المواطنين وسرقتها لممتلكاتهم واعتداءاتها على النساء، وأكد أن العالم بأسره شهد ذلك دون أن يتحرك تجاهه.
قال البرهان إن هناك قوى سياسية تسعى للعودة إلى السلطة بأي وسيلة قبل أن يعود المواطنون إلى منازلهم ومناطقهم التي تحتلها المليشيات المتمردة.
قال رئيس الوفد السفير محمد جاد في تصريح صحفي إن هذه هي الزيارة الأولى لمجلس السلم والأمن إلى السودان منذ عدة سنوات.
وأفاد أن مصر كانت حريصة منذ بداية رئاستها للمجلس في أبريل الماضي على إتمام هذه الزيارة.
وأضاف أن التوضيحات التي قدمها رئيس مجلس السيادة لوفد مجلس السلم والأمن الأفريقي ساهمت في فهم جوانب الأزمة السودانية.
أفاد أن الوفد أكد دعمه للسودان الشقيق حتى يُحقق السلام في البلاد، وأوضح أن مصر تسعى دائمًا لضمان خروج السودان من هذه الأزمة بشكل جيد.
قال جاد إن الاجتماع ناقش أهمية توفير المناخ المناسب لاستعادة السودان لعضويته في الاتحاد الأفريقي، وأشار إلى أنه “لا يمكن أن يواجه السودان أزمة بهذا الشكل وتظل عضويته معلقة في الاتحاد الأفريقي”.
وأكد جاد أن مجلس السلم والأمن الأفريقي سيسعى لتحقيق السلام في السودان، والعمل على وقف إطلاق النار، ودعم تسهيل وصول المساعدات الإنسانية للشعب السوداني.
أكد السفير السوداني في إثيوبيا، المندوب الدائم لدى الاتحاد الأفريقي الزين إبراهيم حسين، أن زيارة مجلس السلم والأمن الأفريقي تحمل أهمية خاصة، حيث تعد الأولى منذ عام 2015. وأوضح أن هذه الزيارة تعكس بداية جديدة من التعاون الإيجابي بين السودان والاتحاد الأفريقي، بعد تعليق عضوية السودان في 26 أكتوبر 2021 نتيجة للإجراءات التصحيحية التي اتخذت بعد فض الشراكة مع المكون المدني.
وأضاف السفير أن وفد المجلس حصل على معلومات شاملة من رئيس المجلس السيادي حول القضايا العسكرية والأمنية والسياسية والإنسانية المختلفة. وأشار إلى أن الوفد قام بعقد اجتماعات مهمة مع عدد من المسؤولين في الدولة، مما أتاح له الفرصة لفهم الأوضاع العامة في السودان وجمع معلومات دقيقة حول الأزمة الحالية.
كما أشار السفير الزين إلى أن مصر تتولى رئاسة الدورة الحالية لمجلس السلم والأمن الأفريقي، وذكر أن الوفد ضم مفوض السلم والأمن والشؤون السياسية ومندوب الاتحاد الأفريقي بالسودان، السفير محمد بلعيش. ورأى أن هذه الزيارة تمثل خطوة مهمة نحو إعادة ربط السودان بالاتحاد الأفريقي وتعزيز التعاون بين الجانبين.