محمد أحمد الدويخ يكتب عن وفاة الكابتن علي قاقرين..وترجل النجم الذي سطح في فضاء المستديرة والدبلوماسية السودانية
محمد أحمد الدويخ يكتب :
وفاة الكابتن علي قاقرين..وترجل النجم الذي سطح في فضاء المستديرة والدبلوماسية السودانية.
الراحل يُعد النجم الوحيد الذي مثل السودان محترفاً بالنصر السعودي وكان الفرنسي وابيديجان العاجي وسفيراً للسودان بالأمم المتحدة والعديد من الدول.
رمزية النجم وهوية الوطن :
عندما فاز منتخب الارجنتين بكأس العالم للمرة الثانية في تأريخه ورفع نجمها مارادونا الكأس في 29 / 6 / 1986.م
كتب شاعر المقاومة الفلسطينية محمود درويش أروع مخطوطاته النثرية في حق النجم مارادونا الذي صنع المعجزة وهو في سن ال(26) عاماً .
تجاوز الشاعر الفلسطيني قضايا بلده المحتل ممتدحاً بطولة (لاعب) تجاوز كرة القدم ليصبح رمزاً وطنياً وهو يحقق المجد ويلهم الشعوب ويرفع سقف أحلام الجماهير.
يقول درويش عندما تفرقت المتتخبات وذهب الابطال الى بلادهم يحملون كأس العالم :
(مع من سنسهر بعدما اعتدنا ان نعلق طمأنينة القلب وخوفه على قدم المعجزة مارادونا..).
يواصل درويش :
والى من نأنس ونتحمس بعدما ادمناه شهراً تحولنا خلاله الى مشاهدين..الى عشاق ..لمن نصرخ صراخ الحماسة والمتعة ودبابيس الدم بعدما وجدنا فيه بطلنا المنشود وأجج فينا عطش الحاجة الى بطل ..بطل نصفق له ..ندعو له بالنصر ونعلق له تميمة ونخاف عليه وعلى أملنا فيه من الانكسار..!
ويتساءل درويش :
لماذا لا تكون كرة القدم موضوعاً للفن والادب ..؟
لماذا لا يتعامل الادب مع هذا البارود العاطفي الذي يشعل الملايين في علاقتها بالمشهد الذي يحولها الى مشهد درامي وهو يمتدح نجمه الذي يصنع المعجزة..ويختتم درويش تساؤلاته :
ماذا سنفعل بعدما عاد ما رادونا الى اهله في الارجنتين ؟
وكأن درويش يتمنى ان يكون للعرب مارادونا في كل المجالات لتسعد الامة التي تتوق الى امجادها المغتصبة أزمان ودهور .
وفاة قاقرين..
وترجل النجم الذي سطع في فضاء المستديرة والدبلوماسية السودانية :
غيَّب الموت الدكتور علي قاقرين نجم المنتخب القومي السوداني ونادي الهلال الأبرز منذ الستينات حتى الثمانينات بعد عطاء دام (76) عاماً سطع فيها نجمه في فضاء كرة القدم والدبلوماسية السودانية.
حيث ترجل الدكتور حيدر حسن حاج الصديق (علي قاقرين) وفارق الحياة بالقاهرة الأربعاء 12 / 2 / 2025.م .
أولاد قاقرين (جعفر)
و(حيدر)..نجومية تجاوزت المستطيل الأخضر :
يؤكد المؤرخون ان جعفر حسن حاج محجوب الشقيق الأكبر للاعب علي قاقرين هو صاحب اللقب (قاقرين) فقد لعب جعفر لنادي المريخ مدافعاً قبل سطوع نجم شقيقه (علي) الذي يصغره بتسع سنوات .
وكان جعفر قاقرين سريعاً داخل الملعب فاطلق عليه قطب المريخ حينها حاج حسن عثمان القطبان اطلق عليه لقب قاقرين وهو يطلق مقولته الشهيرة :
(هنالك في السماء قاقرين وهنا في الأرض قاقرين ..) في إشارة الى رائد الفضاء السوفيتي الأبرز يوري قاقرين أول من صعد القمر .
غير ان علي قاقرين الشقيق الأصغر ل(جعفر قاقرين) أخذ اللقب عندما التحق لاعباً بنادي الهلال السوداني عام 1961.م وتجاوزت شهرته الحدود.
وسحب اللقب من شقيقه باعتبار ان علي قاقرين مهاجماً فاصبح هداف الهلال التأريخي برصيد (350) هدفاً في جميع الدوريات منها (19) هدفاً في شباك المريخ.
بجانب (24) هدفاً مع منتخب السودان احد اميز الهدافين بعد جكسا (27) هدفاً .
كما احرز علي قاقرين هدفين في بطولة الأمم الافريقية عام 1970.م التي نالها السودان بفوزه على غانا بهدف احرزه حسب الرسول عمر (حسبو الصغير) في الدقيقة (12) من الشوط الأول رغم انه لم يشارك في مباراة الكأس غير انه من المساهمين البارزين في تلك البطوله.وهو يرفع الكأس مع زملائه في حضرة الرئيس جعفر نميري.
قاقرين النجم الذي جسَّد هُوية السودان لاعباً وسفيراً :
تلقى اللاعب علي قاقرين تعليمه بفرنسا وعمل بجامعة شيكان التقنية بأم درمان كما عمل سفيراً للسودان بالعديد من الدول وسفيراً بالأمم المتحدة.
ويُعد قاقرين اللاعب السوداني الوحيد الذي قدم تجربة احترافية في كرة القدم غير مسبوقة باللعب مع نادي النصر السعودي ونادي كان الفرنسي واسيك ابيدجان العاجي عندما كان قاقرين ملحقاً بالسفارة السودانية بساحل العاج قبل ان يصبح سفيراً للسودان بالعديد
من الدول.
وبذلك يمثل الراحل قاقرين هوية وطن في تجربة تجاوزت المستطيل الأخضر الى العمل الاكاديمي والدبلوماسية.