الرؤية نيوز

مشروع خفي لإسرائيل يثير مخاوف مصر والأردن..ماذا تخبئ تل أبيب

0 19

متابعة:الرؤية نيوز
كشفت دراسة إسرائيلية أعدها باحثان في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي عن مخاوف حادة لدى مصر والأردن من واقع جديد في الشرق الأوسط تهيمن عليه إسرائيل بعد حربها الأخيرة مع إيران. الدراسة التي نشرتها صحيفة “هاآرتس” العبرية وأعدتها أميرة أورون السفيرة الإسرائيلية السابقة في مصر، وأوفير وينتر الباحث المتخصص في الشؤون المصرية، حملت عنوان “بعد الحرب مع إيران.. إسرائيل تخطط لشرق أوسط جديد”، وأكدت أن لدى القاهرة وعمان خشية شديدة من سيطرة إسرائيلية على المنطقة.

القاهرة وعمان بين القلق من حرب شاملة وسيطرة إسرائيلية
أوضحت الدراسة أن مصر والأردن استقبلتا وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بارتياح لتفادي سيناريوهين خطيرين حذرت منهما: حرب متعددة الجبهات شاملة، أو استنزاف طويل الأمد مصحوبًا بأزمة اقتصادية وطاقة خانقة. مع ذلك، لا يشعر البلدان بالقلق تجاه الضرر المحتمل الذي قد يلحق بالبرنامج النووي الإيراني، رغم كونه تهديداً استراتيجياً لهما، لكن المخاوف الحقيقية تتمثل في سيطرة إسرائيل على مجريات الأمور في الشرق الأوسط.
خبير مصري يكشف خفايا كبرى وراء التقرير
في تصريحات خاصة لـRT، قال الدكتور محمد عبود، أستاذ اللغة العبرية والشؤون الإسرائيلية بجامعة عين شمس، إن الدراسة تبدو ظاهرياً “ودودة” حيث تبرز مخاوف مصر والأردن من انفلات القوة الإسرائيلية بعد الحرب مع إيران، وتنصح حكومة نتنياهو بأن تأخذ تلك المخاوف بعين الاعتبار إذا كانت جادة في المضي نحو “سلام إقليمي”.

الرسائل الخفية بين سطور الدراسة
أوضح عبود أن هناك رسائل أخطر مختبئة بين السطور، حيث تنطلق الدراسة من فرضية تغير ميزان القوى لصالح إسرائيل بعد تدمير جزء من القوة الإيرانية في المنطقة، وتلمح إلى أن على مصر والأردن التعايش مع “النظام الإقليمي الجديد” بدلاً من مقاومته. الدراسة تعرض التنسيق مع إسرائيل كخيار وحيد، دون تقديم ضمانات حقيقية لوقف الاستيطان في الضفة الغربية أو التهجير أو تغيير وضع القدس المحتلة.

القضية الفلسطينية “تفصيلة عابرة” في رؤية الدراسة
اعتبرت الدراسة القضية الفلسطينية ملفاً ثانوياً يجب “إدارته” لتجنب فوضى قد تهدد استقرار مصر والأردن. وحملت الدراسة الدولتين مسؤولية احتواء أي رد فعل فلسطيني غاضب، وطالبتهما بتولي مهمة تهدئة الأوضاع، وكأن المشكلة في الفلسطينيين وليس في سياسات الاحتلال.

شراكة أمنية بدون التزامات
قال عبود إن أسوأ ما في الدراسة هو عرضها للرؤية الإسرائيلية للمرحلة القادمة بعد الحرب مع إيران، ودعوتها العرب للدخول في شراكة أمنية أوسع مع إسرائيل، من دون أي التزام أو تغيير حقيقي في سياسات الاحتلال. الدراسة تتجاهل تماماً الثوابت المصرية والأردنية مثل الالتزام بحل الدولتين، ورفض توطين الفلسطينيين في دول الجوار، ورفض مصر لأي حل يمس أمنها القومي وهويتها الإقليمية.

الدعاية لمشروع إسرائيلي–أمريكي جديد
ختم عبود حديثه قائلاً إن الهدف الخفي من الدراسة قد يكون الترويج لمشروع إسرائيلي–أمريكي جديد يشرعن هيمنة إسرائيل كقوة إقليمية كبرى، ويسعى إلى إشراك الدول العربية كشركاء ثانويين في مشروع تديره إسرائيل بدعم أمريكي، بدون أي ضمانات حقيقية تحمي مصالح العرب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.