متابعة:الرؤية نيوز
أثار الشيخ عبد الحي يوسف جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي بعد نشره فتوى شرعية عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، ردًا على استفسار من إحدى المتابعات حول جواز أخذ المال من الزوج مقابل غسل وكوي ملابسه، مع إيهامه بأنها استعانت بخادمة للقيام بذلك.
وفي فتوى وصفها متابعون بـ”الحاسمة”، أكد يوسف أن هذا التصرف لا يجوز شرعًا، معتبرًا أن خدمة المرأة لزوجها داخل المنزل تُعد من الواجبات الشرعية، وفقًا للراجح من أقوال العلماء. واستند في فتواه إلى عدد من الأدلة الشرعية، منها قوله تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} مؤكدًا أن الآية تُرسّخ مبدأ تكامل الأدوار بين الزوجين، حيث تقع النفقة على الرجل، بينما تُناط الخدمة المنزلية بالمرأة، كما كان الحال في عهد النبي محمد ﷺ.
واستدل يوسف بحديث فاطمة الزهراء رضي الله عنها، حين شكت إلى والدها النبي ﷺ التعب من كثرة الطحن، فلم يمنحها خادمة، بل أقرّها على خدمة بيتها وزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه، في إشارة إلى أن الخدمة المنزلية جزء من مسؤوليات المرأة الشرعية.
كما نقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية قوله: «تجب خدمة زوجها بالمعروف من مثلها لمثله، ويتنوع ذلك بتنوع الأحوال»، ليؤكد أن العرف الاجتماعي يلعب دورًا مهمًا في تحديد طبيعة هذه الواجبات، وفقًا للبيئة والظروف المحيطة.
واختتم الشيخ عبد الحي يوسف فتواه بالتأكيد على أن الاستقرار الأسري والسعادة الزوجية لا يتحققان إلا من خلال الالتزام المتبادل بالمسؤوليات، والصدق في التعامل، بعيدًا عن الخداع أو الاستغلال المالي داخل العلاقة الزوجية، مشددًا على أهمية بناء الثقة بين الطرفين كأساس للحياة المشتركة
