تفاهمات أولية بين خصمين تاريخيين حول المرحلة الانتقالية في السودان
متابعة:الرؤية نيوز
كشفت الصحفية نسرين النمر، المدير العام لقناة العنوان24، عن انعقاد لقاء أولي غير معلن بين قيادات من حزب المؤتمر السوداني ونظرائهم في حزب المؤتمر الوطني، وصفته بأنه جلسة تفاكر تمحورت حول مقاربات سياسية لإدارة المرحلة الانتقالية في السودان. وأشارت إلى أن الاجتماع انتهى بتقارب في الرؤى، مع نية لعقد لقاء موسع قريبًا، دون صدور تأكيد رسمي من الحزبين المعنيين.
وبحسب منشور النمر، فإن اللقاء جاء على خلفية ما وصفته بـ”توهم متضخم” لدى بعض الأطراف السياسية، مفاده أن الحركة الإسلامية وتيار المؤتمر الوطني المعروف شعبيًا بـ”الكيزان” يسيطرون على القرار السياسي في مدينة بورتسودان، وأن أي مسار سياسي مستقبلي لا يمكن أن يتم إلا عبر بوابة الإسلاميين.
النمر عبّرت عن قلقها من أن ما يُعرض في وسائل الإعلام وعلى لسان بعض النشطاء يعكس بالفعل ما يدور داخل اجتماعات الأحزاب، متسائلة عن مدى وجود مكاتب سياسية أو مراكز بحثية قادرة على تحليل الواقع السياسي بشكل استراتيجي. واعتبرت أن غياب هذه الأدوات يضعف من قدرة الأحزاب على التعامل مع تعقيدات المرحلة.
كما نقلت عن أحد الحاضرين أن بعض قيادات المؤتمر السوداني يساهمون، دون قصد، في إعادة تمكين الإسلاميين، بينما يعتقدون أنهم في موقع السيطرة، مشيرة إلى أن الإسلاميين يستغلون الانقسامات المدنية بذكاء.
وفي ما يتعلق بموقف القيادة العسكرية، ذكرت النمر أن الفريق أول عبد الفتاح البرهان لم يلتقِ القيادي الإسلامي علي كرتي منذ اندلاع الحرب، رغم وجود وساطات مؤثرة، معتبرة أن ذلك يعكس موقفًا واضحًا من فكرة التقارب مع الإسلاميين.
وأكدت النمر أن حزب المؤتمر السوداني أرسل بالفعل مبعوثًا إلى مدينة بورتسودان بهدف التفاهم السياسي، كما أرسل حزب الأمة موفدة في إطار تفاهمات سياسية، ما يعكس انخراطًا متزايدًا من الأحزاب السودانية في محاولات إعادة تشكيل المشهد الوطني.
وفي ختام منشورها، دعت النمر الأحزاب إلى التحلي بالوضوح والشجاعة في مواجهة جماهيرها، مشددة على أن بناء السودان لا يمكن أن يتم إلا عبر المؤسسات والرؤى، وأن وجود الأحزاب في الساحة العامة ضرورة وطنية لا يمكن تجاوزها.
العنوان24