الرؤية نيوز

إبراهيم عربي يكتب..(قحت) زمن الغتغتة والدسديس إنتهي ..!

0


بلا شك إنقطع عشم الحرية والتغيير (قحت) بالعودة للإنفراد بالحكم في السودان فأصبح كعشم إبليس في الجنة ، لا سيما عقب تصريحات الدكتور عبد الله حمدوك الصريحة للجزيرة (الحرية والتغيير لم تعد الحاضنة ولن أرهن لها مشاوراتي لتشكيل حكومة الكفاءات المستقلة فيما تبقى من عمر الفترة الإنتقالية وعليها العودة للإتصال بجماهيرها للإستعداد للإنتخابات المتوقعة 2023) ..!.
وفي خطوة غريبة لم أجد لها تفسيرا دقيقا ، دفع أمس (12) من وزراء (قحت) بالحكومة المقالة بإستقالاتهم مكتوبة للدكتور عبد الله حمدوك بصفته رئيسا للوزراء لذات الحكومة المقالة ومن بين هؤلاء مريم المنصورة (ست أبوها) التي ملأت الدنيا زعيقا وصياحا مدعية بإنها وزيرة الخارجية الشرعية حيث فتحت لها بعض القنوات الفضائية شاشاتها وذهبت تألب بعض البعثات السودانية في الخارج من الموالين لها للعمل ضد البلاد في أسوأ صورة لإنتهاك سيادة السودان تكرارا لذات السيناريو الذي دخلت بموجبه البلاد أكثر من (20) عاما تحت العزلة الدولية من قبل ذات مكونات قحت اللاوطنية .
أعتقد أن حزب الأمة قد تفرق أرض سبأ وقلع خيمتو للمرة الثالثة من شتات قحت ، وقد كشف حاكم دارفور مناوي المستور مؤكدا بأن الأمين العام لحزب الأمة الواثق البرير ورئيسه الجنرال فضل الله برمة ناصر من مهندسي إتفاق (البرهان – حمدوك) ومعهم حيدر الصافي من الحزب الجمهوري  ويوسف محمد زين من فصائل الحزب الاتحادي ، وقد سبقهم الأمير الجنرال عبد الرحمن الصادق الذي لم يكن بعيدا عما حدث ، وجاءت الضربة القاضية للحرية والتغيير (قحت) من وفد مولانا الميرغني الذي جاء مؤيدا وداعما للإتفاق السياسي بين (البرهان – حمدوك) .
وبالتالي فإن رفض الحرية والتغيير (قحت) للاتفاق السياسي مجرد مزايدة سياسية (سواقة للقطيع) درجت عليها قحت بيعا وشراء للذمم ، ولم تكن المرة الأولي فقد سرقت (قحت) الثورة باكرا عندما منحها الثوار الثقة في شيك من بياض فغدرت بهم مابين متحالف ومتماهي ومنتفع .  
مع الأسف يجد المراقب والمتابع للأوضاع في البلاد أن قحت قد سرقت الثورة وباعت الشباب بدراهم ودولارات معدودة لأصحاب الأجندات وتقاطعات المصالح وبالتالي تفرق جمع الثوار مابين شهيد ومعاق ومفقود وأن معظمهم قد غادر البلاد مغاضبا لعالم المجهول هربا من جحيم الأوضاع في السودان ، فتركوها فرصة للموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع من شتات الحرية والتغيير (قحت) .
ولكننا لم نجد العذر لتجمع المهنيين وخاصة الدكتور الأصم والدكتور محمد يوسف ورفاقهم الذين غدروا بالشباب وحطموا أحلامهم وباعوا الثورة لرفاقهم السياسيين الذين إكتسبوها غنيمة وحولوها فرصة لتصفية حساباتهم مع خصومهم كيدا سياسيا فأعماهم الحقد ولم يزدهم إلا حقدا وتشفيا لم يستثنوا حتي السابقون من رفاقهم الذين صنعوا الثورة . 
وليس ذلك فحسب بل وجدها شتات اليسار فرصة للكيد والتشفي سياسيا ضد الإسلاميين فابتكروا شعارات براقة لسواقة القطيع بالخلا وهم بارعون في ذلك (أي كوز ندوسو دوس) وتمادوا في غيهم (الجوع ولا الكيزان) ، فرموا بالإسلاميين في السجون واتخذوا من لجنة التمكين فرصة لمزيد من الإنتقام فأحلوا أموالهم  وممتلكاتهم جورا وظلما ولم تسلم من المصادرات والنهب المصلح حتي بيوتهم وممتلكاتهم الخاصة والعامة ومنظماتهم المحلية والإقليمية والدولية .
لقد أثبت هؤلاء إنهم مجرد نشطاء لا يفقهون دهاليز السياسة ومنعرجاتها ، فأصبح الأرجوز السادي وجدي ورفاقه من أنصاف الرجال المتضخمون ذاتيا هم الخصم والحكم ، فتمادوا للمزيد من الإساءة والتلذذ (سيصرخون) ، بل تمادوا في غيهم ولم يستجيبوا لنصح العقلاء ، فأساءوا المبادرات ومنها (المعارضة المساندة) التي دفع بها البروف غندور مبادرة لأجل الوطن ، ولكن بالطبع هؤلاء لا يدرون ولا يعلمون وهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ؟!.
 وليس ذلك فحسب بل أعمت (الكنكشة) وحب السلطة والتشبث بالكراسي هؤلاء فخرجت الجبهة الثورية من تحالف قحت وتبعها آخرون ، تماما كما قلناها من قبل لن تصبح قحت بذاتها قحت بعد 16 إكتوبر 2021 ، فتفرق التحالف إلي كويمات وشلليات وأصحاب مصالح سيطرت عليه شتات (4 طويلة) وفتات من تجمع المهنيين الذين أثبتوا أنهم مجرد نشطاء وإلا لماذا يرفض هؤلاء فكرة حكومة الكفاءات الوطنية المستقلة لأجل مستقبل البلاد وهم بلاشك المستفيد الأول ؟!.
أعتقد أن زمن الغتغتة والدسديس قد إنتهي وبلا شك أن الشباب أدركوا قواعد اللعب وخطل سواقة القطيع لأجندات سياسية ومصالح ذاتية ليست لهم فيها (لا ناقة ولا جمل) ، وبالتالي ليس أمام قيادات الحرية والتغيير (قحت) إلا أن تترجل من أبراجها ونعيمها وتقود الشارع بنفسها بما تبقي لها من شتات لتنفيذ أجندتها ولاءاتها لإسقاط الحكومة أو أن تعود إلي رشدها لتتوافق مع أهل السودان نحو مرحلة إنتقالية تقود لإنتخابات ديمقراطية والحشاش يملأ شبكتو ..!.
الرادار .. الثلاثاء 23 نوفمبر 2021 . 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!