بروفيسور علي عيسى عبدالرحمن
تحدثت في مقال أمس بأنّ حمدوك وزمرته في أضعف أحوالهم سياسياً وإقتصادياً وفشلوا في إدارة ملفات البلاد الأمنيّة والسلام ومعاش الناس، وذكرت ان ضعف المعارضة هو الذي أجّل ذهاب حمدوك ، فان كانت المعارضة قويةفمجنزرات الجيش لا تحمي حكومة حمدوك من الانبهار كما أنّ تاتشرات الدعم السريع لا تحول بينها والسقوط المدوّي ، فالقدر هو الذي يستجيب لنداء الشعب الذي أراد الحياة .
لقد منيت زمرة حمدوك بانتكاسات سياسيّة وضربات من قبل الحلفاء الذين لم يغيّروا ما بأنفسهم فكيف يتسنى لهم تغيير السودان ؟ فمعركة حمدوك مع بني جلدته من الشيوعيين (مجموعة الخطيب والشفيع) مازالت مستمرة فهناك جناح شيوعي معارض وآخر يحكم وليست عمليّة تبادل أدوار بين الشيوعيين كما يذهب الكثيرمن المراقبين ، بل واقع يعيشه الشيوعيون (كما هو الحال بين الوطني والشعبي ) ، فمعارك الفرقاء لم تنته بانشقاق التجمع المهني قبل فترة ولا بإقالة وزير الصحّة دكتور أكرم التوم الشيوعي الذي يقف الى جانب الجناح الشيوعي المعارض ، فصراع الفرقاء استراتيجي عن جملة قضايا ليس أوّلها الموقف من القوات المسلحة والدعم السريع والموقف من الحلفاء ولا آخرها العلاقات الخارجيّة ، فهذه الخلافات في المكوّن الشيوعي مع جملة أسباب أخرى هي التي أقعدت حكومة حمدوك .
إنّ مصاعب حمدوك السياسيّة أيضا تأتي بسبب موقف قوى نداء السودان وتجميد حزب الأمّة نشاطة مع تحالف قوى التغيير مالم تكن هنالك هيكلة شاملة لإعلان قوى الحريّة والتغيير، ونجد كذلك الخلخلة التي تركها خروج محمد عصمت المبكر عملياً من تحالف التغيير وترنح المؤتمر السوداني ، فتحالف التغيير هو الأن هيكل بلا محتوى لتأتي القشّة التي قصمت ظهر البعير وذلك بخروج تجمع المهنيين .
إن خروج تجمع المهنيين من منظومة التغيير ضربة موجعة لقوى التغيير فهو الحاضنة والمرجعية لقوى التغيير فلا حول ولا قوّة لقحت من دون تجمع المهنيين ، فهو الذي يشكّل الحضور الإعلامي والميداني ، وبخروجه تكون قواعد اللعبة قد تغيرت وأصبحت (قحت ) جثّة هامدة ،لا سند لها لذلك فالنداء الى الغيورين بالإسراع الى التشييع ، ليصبح واجب المرحلة تكوين تحالف وطني لفترة انتقاليّة جديدة يكون فيها الجيش مرجعيّة ويشرف على تكوين حكومة كفاءات غير حزبيّة ، تكون مهامها إعداد البلاد لانتخابات ديمقراطيّة .
